ان الولايات المتحدة لا تزال تقوم بدور الوسيط في عملية وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وتفيد وسائل الإعلام بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن أن بلاده تجري الاتصالات مع كلا طرفي النزاع.
من جانبه قال مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف إن الصفقة مع حماس من الممكن عقدها في أقرب وقت. وأضاف ويتكوف ان دونالد ترامب قد يطلب بإنهاء المعارك في المنطقة خلال أسابيع. وأكد المسؤول الاميركي خلال لقائه مع اسر المحتجزين الاسرائيليين أن الصفقة جدية. والجدير بالذكر أن هذه التصريحات تتناسب مع الإعلانات السابقة عن سعي الإدارة الأميركية إلى إنهاء الحرب في غزة رغم تعبير دونالد ترامب عن دعم واشنطن الكامل لتل أبيب خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض.
في نفس الوقت تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن أوامر الإخلاء التي تصدرها السلطات الإسرائيلية في غزة قرارات تهجير. وأكدت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أن كثيرا من الفلسطينيين محاصرون في مدينة رفح جنوب القطاع بسبب تلك الإجراءات الاسرائيلية. وأضاف بيان المنظمة أن إصدار اسرائيل لمثل هذه الأوامر يثير قلقا شديدا لانها تستهدف المدنيين من أجل إنشاء “مناطق عازلة” مؤكدا أن المواطنين لا يمكن أن يحصلوا على الخدمات المنقذة في هذه الظروف على خلفية تقليص منطقة مأواهم.
كما تناقش وسائل الإعلام تفاصيل الخطة المصرية حول وقف إطلاق النار في غزة. وتم تبادل المعلومات بين تل أبيب والقاهرة بشأن اقتراح مصر لعقد الصفقة بين اسرائيل وحماس. وتنص المسودة على إطلاق سراح 8 محتجزين اسرائيليين أحياء من غزة إضافة إلى نقل 8 جثث المحتجزين القتلى مقابل هدنة من 40 إلى 70 يوما والإفراج عن عدد كبير من الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية. ويبقى رد فعل اسرائيلي على هذه الخطة المصرية غير معروف.
في الثامن عشر من مارس الماضي استأنف الجيش الإسرائيلي تنفيذ الضربات على كافة مناطق قطاع غزة. كما تجري قوات الاحتلال عملية برية واسعة النطاق في الأراضي الفلسطينية وخاصة شمالها وجنوبها. وتسبب هذا العدوان الإسرائيلي في مقتل أكثر من ألف فلسطيني في المنطقة إضافة إلى إصابة الآلاف. وبذلك تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين منذ اندلاع الحرب على غزة 50 الف شخص. وتم عقد اتفاق وقف إطلاق النار بين اسرائيل وحماس في التاسع عشر من يناير الماضي. وكانت الحركة الفلسطينية من المتوقع أن تفرج عن المحتجزين الاسرائيليين في حين كان على الجيش الإسرائيلي أن ينسحب من الأراضي الفلسطينية وصمان تقديم المساعدات الإنسانية إلى القطاع. لكن السلطات الإسرائيلية قررت استئناف القتال مما أدى إلى الإدانة الدولية الشديدة.
