رغم أن النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لا يبدو يقترب من نهايته تفيد وسائل الإعلام بأن القتال في الخرطوم يشهد تراجعا ملحوظا لليوم الثاني على التوالي. ويقول شهود عيان إن خفض توتر القتال ملحوظ في مدينتي بحري وام درمان. وعلى خلفية هذا الهدوء غير المتوقع عبر والي الخرطوم الأستاذ أحمد عثمان حمزة خلال زيارته إلى بحري عن دعمه للمواطنين السودانيين الذين يعيشوا لأكثر من 9 اشهر في الظروف القاسية وسط انقطاع المياه والكهرباء. وأضاف ان اجراءات الدعم السريع تجبر سكان البلد على ترك منازلهم. وأكد ان السلطات المحلية تبذل كل ما في وسعها لتقديم المساعدة للمواطنين وضمان تحقيق حقهم في الأمن. كما أشار إلى أن القوات المسلحة تتقدم إلى الأمام في المناطق الكثيرة
لكن المعارك لا تزال جارية في المناطق الأخرى من السودان. واعلن الجيش أنه بسط سيطرته على كافة مواقع الدعم السريع في كادوقلي بولاية كردفان.
من جانبه اعلن قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي انه يرفض بشكل قاطع جميع مقترات تقسيم السودان من أجل وقف القتال في البلاد. وجاءت هذه التصريحات لحميدتي عشية اجتماع الايقاد الذي من المتوقع ان يجري يوم الخميس المقبل في أوغندا. ومن المقرر مناقشة سبل تسوية الأزمة في السودان خلاله.
ان الصراع في السودان يؤثر في الأزمة الاقتصادية في البلد. وأفادت وسائل الإعلام المحلية في السادس عشر من الشهر الجاري بأن بنك الخرطوم أعلن أن سعر صرف الدولار الأمريكي يبلغ 950 جنيها سودانيا. من جانبه أكد بنك ام درمان أن سعر صرف هذه العملة يبلغ 1050 جنيها محليا. اما الأوضاع في السوق السوداء فيبلغ سعر صرف الدولار الأمريكي 1095 جنيها. ومنذ اندلاع المواجهة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تشهد البلاد الأزمة الاقتصادية العميقة لانه تم تدمير منشآت الصناعة الكثيرة او نقلها إلى المناطق الأخرى فضلا عن انتشار أعمال النهب في جميع أنحاء البلاد.
إضافة إلى ذلك أخذت المواجهة بين الطرفين تهدد التراث الثقافي السوداني. وفي السابع عشر من الشهر الجاري أفادت وسائل الإعلام بأن الحرب تقترب من جزيرة مروي التي يعرفها العالم باسم “مدينة الاهرامات”. ويشير العلماء إلى أن عمر هذه الآثار التاريخية يتجاوز 2300 عام. ونظرا للأهمية العسكرية للمنطقة من الممكن الافتراض أن المعارك بين الطرفين ستجري فيها فيما بعد. 
