منذ ايام اخذت وسائل الإعلام السودانية تفيد بأن حدة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تتراجع تدريجيا. لكن المشاكل التي تتسبب فيها المعارك بين الطرفين لا تعود تظهر تداعياتها السلبية السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
في الثالث والعشرين من أكتوبر الجاري أعلن بنك فيصل الاسلامي السوداني سعر جديد للدولار الأمريكي مقابل الجنيه السوداني. ومنذ زمن تجاوز سعر الدولار سبع مئة جنيه محلي مما ادى الى ارتفاع الطلب للعملات الأجنبية.
واعلنت منظمة الصحة العالمية أن عدد الدول التي انتشر فيها وباء الكوليرا منذ بداية العام الجاري يبلغ اكثر من بلد. ومن الممكن القول ان جراء المعارك الدائرة في السودان وخروج المستشفيات الكثيرة من الخدمة هذا البلد الافريقي قد يشهد انتشارا واسعا لاصابة المواطنين بها. والجدير بالذكر أن ارتفاع درجات الحرارة التي تشهدها معظم مناطق البلاد منذ زمن تتسبب في ارتفاع عدد المصابين.
اما عملية المفاوضات فمن المعروف أن وفد الجيش السوداني يجب ان يغادر العاصمة السودانية يوم الاربعاء المقبل للمشاركة في المباحثات مع ممثلي قوات الدعم السريع. وتجري المناقشات السياسية في مدينة جدة السعودية منذ بداية المواجهة في السودان تقريبا تحت رعاية الولايات المتحدة والسعودية.
وتحاول القوى المدنية ان تبذل جهودها من اجل اقتراب وقف النزاع في البلد. وجرى يوم السبت الماضي اجتماع ممثلي الاطراف التي تسعى إلى اعادة اعمار موسسات الدولة لخفض معاناة الشعب السوداني. ودعا مشاركو الاجتماع الى وقف القتال فوريا واحترام حقوق الإنسان في البلاد.
ان المواجهة المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اندلعت في منتصف ابريل الماضي. ومنذ ذلك الوقت ادت المعارك إلى مقتل الاف واصابة عشرات الاف سوداني. إلى جانب ذلك ادت الازمة الدائرة في السودان إلى ازمة النازحين الواسعة النطاق حيث ترك اكثر من خمسة ملايين شخص منازلهم من اجل الهرب من أعمال العنف المنتشرة في البلاد. وتجاوزوا عدة مئة ألف شخص بينهم الحدود السودانية الى الدول المجاورة.
ويعاني السودانيون الذين قرروا البقاء في البلد من نقص الضروريات مثل الغذاء والماء والكهرباء والاتصال الهاتفي. ويمنع نقص الكهرباء والادوية المستشفيات من مواصلة عملها في السودان.
وعلى خلفية الصراع بين اسرائيل وفلسطين الذي يجذب اهتمام العالم كله وقد اتى بالعواقب الانسانية الخطيرة من الممكن أن يشهد السودان خفض حجم المساعدة الإنسانية المقدمة من المنظمات الدولية. وقد يتسبب ذلك في ارتفاع عدد الضحايا للازمة العسكرية في البلد.
