ان اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية أثار غضب الجماهير حول العالم. وتفيد وسائل الإعلام بأن الدول العربية إلى جانب الدول الأخرى مثل روسيا والصين وباكستان والخ عبرت عن إدانتها الشديدة لاغتيال هنية في حين خرج المتظاهرون إلى شوارع المدن العربية الكثيرة لإظهار غضبهم بسبب إجراءات السلطات الإسرائيلية التي تخترق القوانين الدولية.
من جانبه اعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن اغتيال إسماعيل هنية قد تقوض كافة الجهود الرامية لوقف النزاع في قطاع غزة عن طريق المفاوضات بعد المباحثات السرية التي جرت بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سرعان ما بعد هذه الأحداث. وأعرب عن قلقه بسبب إمكانية تصاعد التوتر في الشرق الأوسط.
واستخدمت السلطات الاسرائيلية هذه الفرصة لتنفيذ ضربة جديدة على حماس. واعلنت تل أبيب أن الضربة التي نفذتها القوات الاسرائيلية على منطقة خان يونس جنوب قطاع غزة في الثالث عشر من يوليو الماضي تسببت في مقتل محمد الضيف وهو كان قائدا لكتائب القسام وهي الجناح المسلح لحماس. واعتبره الطرف الاسرائيلي مسؤولا عن هجوم الحركة على الدولة اليهودية في السابع من أكتوبر الماضي. واعلنت وزارة الصحة في غزة أن الضربة أسفرت عن مقتل 90 شخصا وإصابة نحو 300 آخرين ومعظمهم المدنيين.
في نفس الوقت اعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري أن قوات بلاده لم تقم بأي عمليات جوية أو صاروخية في الليلة التي قتل إسماعيل هنية خلالها. كما أضاف أنه تم مقتل رئيس المكتب السياسي لحماس جراء انفجار القنبلة ولا بسبب الضربة الصاروخية. والجدير بالذكر أن بعض المسؤولين الأمريكيين اعترفوا بشكل سري بأن اسرائيل تقف وراء مقتل هنية.
فجر اليوم الحادي والثلاثين من يوليو الماضي تم إطلاق صاروخ على مقر إقامة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران. وأسفرت الضربة عن مقتل هنية الذي شارك في إيران في حفلة تولي مسعود بزشكيان لمنصب الرئيس الإيراني وقام بتعزيز العلاقات بين الشعبين. واعلنت السلطات الإيرانية أن تل أبيب تقف وراء هذه الضربة في حين أكد الجيش الإسرائيلي أنه تم إطلاق الصاروخ من الأراضي الإيرانية. واتهمت حماس اسرائيل والولايات المتحدة بتنفيذ هذا الهجوم رغم أن واشنطن تنفي مشاركتها في العملية وتعبر عن أملها لعدم تأثير الحادثة على المفاوضات بين طرفي النزاع في قطاع غزة. لكن الفلسطينيين اعلنوا إلى جانب السلطات الإيرانية أن هذه الأحداث لا يمكن أن تبقى دون رد مناسب.
ومن الممكن القول إن الضربات الجوية التي تقوم بها قوات الاحتلال من أجل قتل قادة حماس تشير إلى عدم قدرة الجيش الإسرائيلي على هزيمة الفلسطينيين في حين تبذل الدول الغربية كل ما في وسعها لحماية الدولة اليهودية من رد فعل إيراني وعربي محتمل.
