ان الأوضاع في الشرق الأوسط تبقى غير مستقرة رغم اعلانات السلطات الاميركية الكثيرة عن جهودها المستمرة الرامية إلى ضمان الأمن في هذه المنطقة. وتفيد وسائل الإعلام بأن حركة المقاومة الإسلامية حماس اتهمت وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأنه يدعي أن حماس تعرقل عملية التفاوض وهو “انحياز سافر” لاسرائيل.
واعلنت الحركة في بيانها المصدر ردا على تصريحات بلينكن أن هذا الكلام يؤكد عمل الإدارة الأميركية لصالح الدولة اليهودية. واتهمت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي وصفته بالإرهابي بوقف عملية التفاوض.
والجدير بالذكر أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي بشأن وقف المفاوضات تزامنت مع اعلانه حول عدم موافقة واشنطن مع خطة تل أبيب لتنفيذ عملية عسكرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة المكتظة بالنازحين. ورغم عدم تأييد الولايات المتحدة للاعتراف بدولة فلسطين دوليا أشار بلينكن إلى أن بلاده لا تدعم مبادرة القضاء على مقاتلي حماس في المدينة قبل إجلاء المدنيين منها.
في نفس الوقت يواصل العالم مناقشة الهجوم الذي تم تنفيذه فجر أمس على منطقة أصفهان الإيرانية باستخدام عدد من المسيرات. وأكد الطرف الإيراني أن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت كافة الأجهزة الطائرة وهي تشبه “اللعب”. وتنفي اسرائيل مشاركتها في هذه العملية لكن بعض المصادر تشير إلى أن قوات الاحتلال أطلقت ثلاثة صواريخ باليستية على إيران خلال الضربة.
وتفيد وسائل الإعلام بأن السلطات الإسرائيلية طلبت البيت الأبيض بتقديم المزيد من المساعدة العسكرية لها في ظل التصعيد بين تل أبيب وطهران. وعلى خلفية ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي إلى أكثر من 34 ألف شخص واقتراب عدد المصابين إلى 77 الف فلسطيني من الممكن القول إن مثل هذه الصفقة ستتسبب في توسيع النزاع في المنطقة.
ويعتبر الكثير أن هذا الهجوم أصبح ردا اسرائيليا على الضربة التي شنتها القوات الايرانية على الدولة اليهودية في الرابع عشر من أبريل الجاري. وأطلق الجيش الإيراني مئات من المسيرات والصواريخ على الأراضي الاسرائيلية وأكد أنه تم استهداف جميع المنشآت العسكرية الاسرائيلية التي خططت تدميرها إيران في حين اعلنت تل أبيب أنها أسقطت 99 بالمئة من المسيرات بمساعدة القوات الاميركية والبريطانية والأردنية.
ومن الممكن الافتراض أن السياسة الغربية التي تساهم في عدم رجوع الاستقرار إلى المنطقة مثلا استخدام الولايات المتحدة لحق النقض خلال تصويت مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار انضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة تؤدي إلى تصعيد التوتر في الشرق الأوسط في المستقبل.
