ان المعارك في العاصمة السودانية تجددت منذ ايام وتستمر دون انقطاع. وتصف وسائل الإعلام الاشتباكات الدائرة في الخرطوم بالاقسى منذ بداية المواجهة المسلحة في البلد.
ويفيد شهود عيان بأن الجيش السوداني يقصف مواقع قوات الدعم السريع في جميع أنحاء المدينة. ويمكن سماع دوي الانفجارات في حين تصعد اعمدة الدخان إلى سماء المدينة.
وفي يوم الاحد اعلن الجيش عن صد هجوم الدعم السريع. واضاف انه تم تدمير عدد كبير من الاسلحة والمعدات العسكرية. في نفس البيان اتهم الجيش قوات الدعم السريع بجرائم الحرب المتتالية.
ان المواجهة المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اندلعت في الخامس عشر من ابريل الماضي. وادى النزاع الى نزوح اكثر من اربعة ملايين شخص من منازلهم. وتجاوز عدة مئة ألف منهم الحدود السودانية الى الدول المجاورة.
ومنذ بداية المواجهة تدعو الامم المتحدة إلى وقف إطلاق النار بشكل فوري. وقال الامين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر جاغان تشاباغين ان المنظمة حصلت على 7 بالمائة من 45 مليون دولار التي قرر المجتمع الدولي تقديمها للسودان. وشدد تشاباغين على انه من الضروري زيادة الدفعات المالية لان الوضع في السودان يتدهور. ووجه تشاباغين طلبا الى المانحين بتقديم الاموال التي ستساعد في توفير الغذاء والمياه والخدمات الاساسية لسكان السودان.
في نفس الوقت اعلنت الامم المتحدة عن تحذيراتها من مواصلة القتال في البلد وخاصة في ولاية كردفان. واضافت ان منذ اليوم السادس عشر من أغسطس الجاري تشهد هذه المنطقة المعارك العنيفة بين الجيش ومليشيات شعبية الى جانب عمليات النهب والسلب الكثيرة.
لكن رغم مطالب السودان بتعيين رئيس البعثة الاممية الجديد في البلد يوكد الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش ثقته الكاملة في ممثله الخاص في السودان فولكر بيرتس. واتهمت السلطات السودانية بيرتس بعدم المساعدة في تجنب اندلاع المواجهة. وبعد اعلان بيرتس شخصا غير مرغوب فيه للسودان يحاول الممثل الاممي المشاركة في ايجاد تسوية للأزمة الدائرة في البلد لكن دون جدوى.
وتوثر الازمة السودانية في الوضع الاقتصادي للبلد ولجيرانه. وفي الحادي والعشرين من الشهر الجاري افادت وسائل الإعلام بان سائقي الشاحنات يشكون من طوابر طويلة على الحدود السودانية المصرية. وشرحت السلطات المصرية هذا التكدس بزيادة حجم الصادرات المصرية الى السودان من جانب واحد وتباطؤ الاجراءات الجمروكية من جانب اخر. واضافت ان معبري ارقين وقسطل مستخدمين لتقديم المياه الغذاء للشعب السوداني.
فان الصراع في السودان ياتي كل يوم بضحايا جدد. وتواصل معاناة الشعب السوداني. ومع ازدياد عدد القتلى يصبح ايجاد حل سياسي للنزاع اصعب واصعب كل يوم.