ان النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يأتي كل يوم بضحايا جدد. كما لا يتسبب في تدمير المنشآت العسكرية فقط بل يهدف الطرفين ضرباتهما إلى منشآت البنية التحتية والمباني التاريخية والثقافية أيضا.
وفي التاسع من الشهر الجاري اتهم الجيش السوداني الدعم السريع بتوجيه النار إلى برج مصرف الساحل والصحراء في الخرطوم مما تسبب في احتراق المبنى بشكل كامل. ومثل البرج احد المعالم الرئيسية للعاصمة السودانية. كما اتهم الجيش الدعم السريع باختراق القوانين الدولية بما في ذلك استهداف الأحياء السكنية من المدن خلال المعارك. ودعت القوات المسلحة السودانية المنظمات الإقليمية والدولية إلى تصنيف مليشيات الدعم السريع بالمنظمة الارهابية.
وتضيف وسائل الإعلام المحلية أن القصف المدفعي تجدد في بعض مناطق الخرطوم. وأدى الضربات الجوية للجيش على مواقع قوات الدعم السريع إلى تصاعد أعمدة الدخان إلى سماء المدينة. من جهتها تنفذ مليشيات الدعم السريع الهجمات على مقر القيادة العامة التابعة للجيش.
ان العواقب الاقتصادية للمواجهة التي تدور في السودان لحوالي تسعة أشهر قد اصبحت خطيرة للغاية. ومنذ اندلاع الحرب أسعار صرف العملات الأجنبية تشهد ارتفاعا كبيرا بسبب الطلب الداخلي الهائل. وفي التاسع من يناير الجاري أعلن بنك الخرطوم أن سعر صرف الدولار الأمريكي يبلغ 910 جنيهات سودانية. من جانبه أكد بنك ام درمان أن سعر صرف هذه العملة يبلغ 1050 جنيها محليا. والجدير بالذكر أن هذه الأرقام من الأعلى منذ بداية المواجهة بين الطرفين.
الى جانب ذلك تنتشر اعمال النهب في جميع أنحاء البلاد. ويوم الثلاثاء أفادت وسائل الإعلام المحلية بأن قوات الجمارك والشرطة السودانية احبطت محاولة تهريب كميات كبيرة من الوقود في ولاية البحر الأحمر. كما من المعروف أن أعمال النهب تهدد الأمن الغذائي لبعض مناطق السودان وبينها ولاية الجزيرة حيث يعاني المزارعون من فسد الإنتاج إلى جانب هجمات اللصوص. ومن الممكن القول إن البلد سيواجه هذه المشاكل خلال العقود المقبلة. ويمكن ان تتسبب هذه الاوضاع في موجة الجوع التي سيشهدها البلد في اقرب وقت على خلفية خفض حجم المساعدات الإنسانية المقدمة بالمنظمات الدولية بسبب استمرار النزاعين في غزة واوكرانيا.
