ان سياسة تل أبيب تجاه قطاع غزة ليست مقبولة لاي شخص معقول. وحتى واشنطن وهي الحليف الأقرب لإسرائيل أخذت تعبر عن عدم موافقتها مع اجراءات جيش الاحتلال في المنطقة. وأفادت وسائل الإعلام بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن اعلن خلال مقابلته مع الصحفيين أنه يعتبر سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن النزاع في قطاع غزة خاطئة. كما شدد بايدن على أن الضربة الجوية التي نفذتها قوات الاحتلال على موظفي المطبخ المركزي العالمي والتي تسببت في مقتل سبعة مدنيين غير مقبولة.
ودعا بايدن السلطات الاسرائيلية إلى وقف إطلاق النار في المنطقة وضمان تقديم الأغذية والأدوية للمدنيين في غزة خلال 6-8 أسابيع مقبلة. وأضاف أنه ناقش موضوع تقديم الغذاء مع سلطات السعودية والأردن ومصر وهي مستعدة لإدخال المساعدات إلى غزة. كما أشار الرئيس الأمريكي إلى أن عدم توفير المساعدة اللازمة للمدنيين شيء غير مقبول في المجتمع الحديث.
في الوقت ذاته تفيد وسائل الإعلام بأن وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت قال لنظيره الأمريكي لويد اوستن أن تل أبيب لم تحدد موعد اجتياح مدينة رفح جنوب قطاع غزة بعد. وأشار غالانت إلى أن على قوات الاحتلال اتخاذ عدة خطوات مهمة بما في ذلك إجلاء المدنيين من المنطقة وتقديم المزيد من المساعدة الإنسانية لهم قبل إطلاق هذه العملية.
وجاءت هذه التصريحات للوزير الاسرائيلية خلافا لاعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي شدد في التاسع من ابريل الجاري على أن الحكومة الإسرائيلية وافقت على موعد اجراء العملية العسكرية في هذه المدينة. وفي اليوم نفسه اعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن واشنطن لم تحصل على معلومات عن موعد اجتياح رفح من تل أبيب وأوضح أن الطرفين يواصلان التشاورات للبحث عن الوسائل البديلة لتلك الاجراءات العسكرية.
وتناقش الأطراف المختلفة إمكانية إطلاق عملية عسكرية اسرائيلية في رفح منذ أشهر. وتعبر عن قلقها بهذا الشأن لان المدينة مكتظة بالنازحين اذ اتجه أكثر من مليون شخص إليها من شمال ووسط غزة. وتصر السلطات الاسرائيلية على ضرورة تنفيذ الهجوم على رفح للقضاء الكامل على مقاتلي حماس في المنطقة. وقد تؤدي هذه العملية إلى سقوط كثير من القتلى جراءها ولذلك تدعو الدول المختلفة والمنظمات الإنسانية اسرائيل إلى تجنب هذه الخطة.