في حين تستمر المعارك بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي في قطاع غزة تناقش الأطراف مستقبل هذه الأراضي بعد نهاية الصراع. وتفيد وسائل الإعلام الاسرائيلية بأن وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت قال خلال زيارته إلى واشنطن إن القطاع لن تشرف عليه اسرائيل او حماس بعد وقف إطلاق النار في المنطقة بل القوى السياسية الفلسطينية البديلة التي من المتوقع إنشاؤها. وأضاف الوزير الاسرائيلي أن بلاده تشارك 100 بالمئة من القيم الاميركية و99 بالمئة من مصالحها.
والجدير بالذكر أن يواف غالانت يقوم بزيارة الولايات المتحدة على خلفية تراجع ملموس في العلاقات بين تل أبيب وواشنطن بسبب عدم استخدام الولايات المتحدة لحق النقض خلال تصويت مجلس الأمن الدولي على مشروع القرار الداعي إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة فضلا عن تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية لسكان المنطقة وإفراج الأسرى. وفي وقت سابق منعت الولايات المتحدة المجلس من اتخاذ اي قرار بهذا الشأن لانها عملت لصالح الدولة اليهودية التي لا تسعى إلى وقف القتال في القطاع قبل تحقيق جميع الأهداف وعلى رأسها القضاء الكامل على حماس. وعبر وزير الخارجية الاسرائيلي يسرائيل كاتس عن عدم موافقة بلاده مع هذه الخطوة الاميركية في حين اعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الوفد الاسرائيلي لن يذهب إلى الولايات المتحدة كما كان من المخطط في السابق.
ومن الممكن القول إن تل أبيب لا تخطط وقف التعاون مع واشنطن حتى في ظل موقفها في مجلس الأمن. وتشير تصريحات المسؤولين الاسرائيليين الذين أعلنوا أن بلاده مستعدة لضمان أمن المرفأ الاميركي على شواطئ البحر المتوسط إلى ذلك.
وقد اعلن الطرف الاميركي أنه يخطط بناء المرفا خلال 60 يوما تقريبا لتقديم الأغذية للمدنيين في غزة بالبحر. ومن المتوقع أن تشكل القوات الاسرائيلية منطقة آمنة حول المرفأ وتحمي العمال والموظفين الذين سيقومون بتوزيع المساعدات الإنسانية بين الفلسطينيين. ومن المعروف أن دولة ثالثة قد تشارك في عمل المرفأ لكنه يتوقف على مكان بنائه. وأكد ممثل جيش الاحتلال أن اسرائيل ستنسق أعمالها مع المتخصصين الاميركيين لكنه لم يقدم اي تفاصيل للعملية. وعلى خلفية الحجم غير المقبول للمساعدة الانسانية التي تصل إلى غزة بسبب الحواجز الاسرائيلية قد يساهم بناء هذا المرفأ في تسهيل الأوضاع الكارثية التي تتسبب فيها الحرب الدائرة في القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي والتي أدت إلى مقتل أكثر من 32 ألف شخص ويتجاوز عدد الجرحى 74 الف فلسطيني.
