ان الأوضاع الأمنية في السودان تبقى كارثية في ظل استمرار الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وتفيد وسائل الإعلام بأن أعمال العنف الجنسي تنتشر باستمرار في البلاد وترتكب معظمها قوات الدعم السريع. تؤكد تقارير الأمم المتحدة أن نطاق العنف الجنسي مهول في السودان وحتى الأطفال يعانون منه بشكل كبير. كما تشير إلى أن حالات اختطاف النساء والفتيات كثيرة للغاية ولم يعد مكان امن لهن في السودان.
وأشارت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف إلى أن 10 أطفال على الأقل قتلوا وأصيبوا نحو 43 آخرين جراء أعمال العنف في ولاية الجزيرة وسط البلاد مضيفة أن عدد القتلى جراء المعارك في المنطقة الأسبوع الماضي فقط يصل إلى 124 سودانيا. إضافة إلى ذلك اتهمت المنظمة قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم الحرب الكثيرة.
وعلى خلفية استمرار الحرب بين الجيش والدعم السريع منذ الخامس عشر من أبريل عام 2023 اعلن الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش أنه من الضروري حماية المدنيين في البلاد لكنه شدد على أن الظروف هناك ليست مناسبة لإرسال القوات الأممية إليها. وأشار خلال كلمته أمام مجلس الأمن الدولي يوم الاثنين إلى أن الشعب السوداني يعيش كابوسا هائلا خاصة في ظل انتشار الاغتصاب وأعمال العنف الجنسي. وأوضح أن الأمم المتحدة تحصل على دعوات المجتمع السوداني إلى جانب المنظمات الحقوقية الدولية إلى وضع حد للعنف ضد المدنيين لكن الواقع يبدو غير موات لنشر القوات الأممية إلى البلاد.
في نفس الوقت تفيد وسائل الإعلام المحلية بأن الأمطار الغزيرة تعود إلى بعض مناطق السودان وخاصة الجزيرة والنيل الأبيض والخ. وتسببت الأمطار التي تعاني منها البلاد خلال الأشهر الأخيرة في مقتل مئات من المواطنين إلى جانب تدمير الاف المنازل وانتشار الأوبئة.
وحتى الآن تسببت الاشتباكات بين الطرفين في مقتل حوالي 20 ألف شخص ويبقى عدد المصابين غير محدد لان المستشفيات الكثيرة وقفت عملها بسبب مواصلة القتال. كما أسفرت المواجهة عن نزوح أكثر من 11 مليون شخص من منازلهم في حين تجاوز أكثر من 3 ملايين منهم الحدود السودانية إلى الدول المجاورة. كما تشير التقارير الأممية إلى أن نحو 26 مليون مواطن سوداني يعانون من تدهور الأمن الغذائي.