ان الحرب التي تدور بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ الخامس عشر من أبريل عام 2023 تتسبب باستمرار في تدهور الأوضاع الإنسانية في البلاد. وتفيد وسائل الإعلام بأن 20 مستشفى و40 مركزا صحيا دمرت بشكل كامل في ولاية الجزيرة وخاصة عاصمتها مدينة ود مدني.
ويعلن أعضاء الطواقم الطبية أن المستشفيات تحولت من الأماكن التي يجب أن تقدم المساعدة للمدنيين إلى الأنقاض المملوءة بدفاتر المرضى الممزقة وسط أجواء الصمت والخراب. ومن المعروف أن مستشفى ود مدني التعليمي كان الأول بعد الخرطوم في تقديم الرعاية الصحية للمدنيين.
كما تشير المصادر إلى أن السلطات المحلية في ولاية دارفور اتهمت قوات الدعم السريع بقصف المستشفى السعودي في مدينة الفاشر يوم السبت. ومن المعروف أن الهجوم أسفر عن مقتل 70 شخصا وإصابة 19 آخرين وأدى ذلك إلى الإدانة الشديدة من قبل الدول المختلفة التي تصفه بانتهاك صارخ للقوانين الدولية. وتؤكد المصادر المحلية أن قصف طوارئ المستشفى بالمسيرة التابعة للدعم السريع تسبب في مقتل أطفال ونساء وأطباء. وأعلن مدير منظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس غيبريسوس أن هذا المستشفى كان مكتظا عند الهجوم لانه الوحيد الذي يعود يعمل في الفاشر داعيا السلطات إلى القيام بإعادة إعمار المرافق الصحية التي تعرضت للهجمات خلال الحرب في أقرب وقت ممكن في ظل الكارثة الإنسانية التي تشهدها البلاد.
ولا يبدو احد طرفي النزاع في السودان مستعدا لوقف المواجهة. وتفيد وسائل الإعلام بأن رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان اعلن أنه “لا تفاوض ولا صلح” مع كل من دعم قوات الدعم السريع. وأضاف خلال زيارته إلى مقر سلاح الإشارة بالخرطوم بحري وقيادة القوات المسلحة “القيادة العامة” ان قواته عازمة على مواصلة القتال من أجل دفاع الشعب السوداني. والجدير بالذكر أن مع سيطرة الجيش السوداني على مصفاة الجيلي التي يحتفل بها ناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي منذ أيام بسطت القوات المسلحة سيطرتها على كافة شمال مدينة بحري. كما يؤكد شهود عيان تقدم الجيش في مدينة ام درمان في حين اتهم الجيش قوات الدعم السريع بالحريق الذي اندلع في مصفاة الخرطوم للنفط.
