ان القوات الاسرائيلية تشن الهجمات الطوعية على الأطباء والخدمات الطبية في قطاع غزة. وخلال مؤتمر صحفي أكد ممثلو الأمم المتحدة الذين زاروا القطاع ان العسكريين الاسرائيليين يقومون بتنفيذ الضربات على المستشفيات وموظفيها بانتظام.
وأضافوا أن البيانات المنشورة بوسائل الإعلام الاسرائيلية وسلطات الدولة اليهودية بشأن تنفيذ الغارات بدقة عالية وحماية المدنيين كاذبة. وأشار الأطباء إلى أنهم شاهدوا الأشياء غير المقبولة في غزة. واعلن ممثلو الأمم المتحدة أن الهجمات الاسرائيلية أدت إلى مقتل الاف من الفلسطينيين الابرياء. كما أكدوا استهداف المنشآت الطبية وتدمير البنية التحتية التابعة لها طوعا من جانب القوات الاسرائيلية. وشددوا الأطباء على أنه لا يمكن خفض مستوى معاناة المدنيين في القطاع الا بوقف إطلاق النار بشكل فوري. وقالوا إنهم لم يجدوا دلائل استخدام المستشفيات لتحقيق الأهداف العسكرية في غزة او وجود مقاتلي حماس داخلها.
في نفس الوقت تفيد وسائل الإعلام المحلية بأن الضربة الاسرائيلية على السيارة العابرة قرب مبنى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في مخيم النصيرات تسببت في مقتل خمسة أشخاص وبينهم أطفال.
ويستمر الهجوم الإعلامي الذي تشرف عليه السلطات الاسرائيلية على موظفي الاونروا في غزة. وفي التاسع عشر من مارس الجاري أفادت وكالة رويترز بأنه تم الاتفاق بين الكونغرس الأمريكي وإدارة الرئيس جو بايدن حول مشروع قانون تمويل وزارتي الدفاع والخارجية. وتشير وسائل الإعلام إلى أن هذه الوثيقة لا تنص على تقديم الأموال للوكالة الأممية المعنية بمساعدة الفلسطينيين الذين يعيشون في الظروف غير الانسانية بسبب العدوان الاسرائيلي الذي تقدم الولايات المتحدة الأموال والأسلحة له.
ومنذ أشهر اعلنت السلطات الاسرائيلية أن بعض موظفي الاونروا شاركوا في هجوم حماس على اسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي. من جانبه أكد مدير الوكالة فيليب لازاريني أنه تم إطلاق التحقيق ضد 12 شخصا لكن الآخرين يواصلون عملهم. ووقفت الدول المانحة الكثيرة منذ بداية العام الجاري تقديم الأموال للاونروا بسبب هذه الاتهامات مما أجبرها على اعلان وقف عملها المحتمل في الأسابيع المقبلة. والجدير بالذكر أن بعض الدول عادت إلى تمويل المنظمة في ظل استهداف المدنيين والخدمات الطبية بجيش الاحتلال.
ومن الممكن القول إنه رغم الجهود الدولية الرامية إلى تسهيل الأوضاع القاسية للمدنيين في غزة وقف القتال بشكل كامل يبقى وسيلة وحيدة فعالة لإنقاذ الفلسطينيين من الكارثة.