ان الهجمات الاسرائيلية على المدنيين في غزة تؤثر في الغضب الدولي. واعلن المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك أن جيش الاحتلال يرتكب جرائم الحرب في القطاع والضفة الغربية. وأشار إلى أن هذا النزاع يتحول إلى مجزرة عنيفة ضد الشعب الفلسطيني. وذكر ان عددا غير مسبوق لمقتل المدنيين وبينهم موظفي الأمم المتحدة والصحفيين والأزمة الإنسانية بسبب عدم تقديم المساعدات الكافية لجميع سكان المنطقة إلى جانب تهجير أكثر من 75 بالمئة من الفلسطينيين وتدمير البنية التحتية المدنية والمباني السكنية تجعل هذه الأراضي غير مناسبة للحياة. وأضاف أن اجراءات حماس في السابع من أكتوبر الماضي من الممكن وصفها بجريمة الحرب أيضا.
من جانبه اعلن رئيس منظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس غيبريسوس أن عدد القتلى بسبب العدوان الإسرائيلي على المدنيين في غزة يتجاوز 30 ألف شخص. وشدد على أن معظمهم نساء وأطفال وأضاف أن عدد المصابين يبلغ أكثر من 70 ألف فلسطيني. ودعا إلى ضرورة وقف معاناة الشعب الفلسطيني على الفور.
في نفس الوقت تفيد وسائل الإعلام العربية نقلا عن وزارة الصحة في غزة بأن تسعة أطفال على الأقل ماتوا في القطاع جراء الجوع وخاصة سبعة أطفال في مستشفى كمال عدوان واخرين في مستشفى الشفاء. ومن المعروف أن مستشفى كمال عدوان وقف عمله بسبب نقص الوقود وخروج المولدات من الخدمة وهذا الوضع ينطبق أيضا على مستشفى العودة شمال القطاع الذي وقف يعمل في السابع والعشرين من فبراير الجاري.
وفي حين تناقش السلطات الاميركية امكانية إرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة بالجو لا يقتصر العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية بل تتسع إلى دول عربية أخرى. وأكدت قناة المنار اللبنانية مقتل شخصين جراء ضربة الاحتلال على المبنى السكني جنوب لبنان. إلى جانب ذلك أفادت وسائل الإعلام السورية بأن أنظمة الدفاع الجوي اسقطت معظم الصواريخ التي أطلقتها قوات الاحتلال تجاه محيط دمشق مساء اليوم الثامن والعشرين من الشهر الجاري. وأضافت أن الهجوم تسبب في سلسلة من الانفجارات لكنه لم يتم تحديد عدد القتلى او المصابين.
والجدير بالذكر أن هناك الجنود الاسرائيليون الذين يرفضون تنفيذ الهجمات على المدنيين الابرياء في الدول العربية. وتؤكد وسائل الإعلام أن 9 جنود اسرائيليين تركوا وحدتهم ورفضوا تنفيذ أوامر قائدهم. ومن المعروف أنه تم وضعهم على ذمة التحقيق. والجدير بالذكر أن هذه الحالة ليست الأولى حين يرفض العسكريون الاسرائيليون تنفيذ أعمال العنف بناء على أوامر القيادة ضد سكان غزة.
