ان المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لا تزال جارية في كافة أنحاء البلاد. وتفيد وسائل الإعلام بأن يوم الخميس الاشتباكات بين الطرفين دارت في ولاية غرب كردفان وخاصة مدينة بابنوسة وهي عاصمة الولاية لليوم الرابع على التوالي. وتضيف أن المعارك تسببت في مقتل 23 مدنيا وإصابة أكثر من 30 شخصا. إضافة إلى ذلك تؤدي المواجهة إلى نزح الاف من المواطنين من منازلهم وتدمير المباني السكنية الكثيرة ومنشآت البنية التحتية. وتدور المعارك حول مقر القيادة المسلحة الرئيسية.
وتستمر المعارك في المدن الثلاث للعاصمة السودانية. ويقول شهود عيان إن مدينة ام درمان شهدت الاشتباكات العنيفة بين الطرفين في السادس والعشرين من يناير الجاري. ويضيفون ان الجيش تقدم في هذه المنطقة وأجبر الدعم السريع على التراجع وكبدها الخسائر الكبيرة.
فان الاوضاع الانسانية في السودان تبقى على المستوى الكارثي. ومن المعروف أن حتى الآن المواجهة بين الجيش والدعم السريع تسببت في مقتل نحو 7 الاف سوداني وإصابة عشرات الاف آخرين. ومن المستحيل تحديد عدد المفقودين بسبب ارتكاب المقاتلين لجرائم الحرب وبينها استخدام المقابر الجماعية لدفن الجثث. كما أدت الاشتباكات إلى نزوح أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم. وتقوم الخدمات الاممية بتقديم المساعدات الإنسانية لسكان البلاد. وتشدد منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة على أنه من الضروري وقف القتال فورا لان عددا كبيرا من الأطفال يجبرون على أن يعيشوا في الظروف غير الانسانية.
اما الأزمة الاقتصادية التي أدت إليها الحرب في السودان فتفيد وسائل الإعلام المحلية بأن في الخامس والعشرين من الشهر الجاري بنك الخرطوم اعلن أن سعر صرف الدولار الأمريكي يبلغ 980 جنيها سودانيا. اما بنك ام درمان فأكد أن سعر صرف هذه العملة يبلغ 1050 جنيها محليا. ومن المعروف أن سعر صرف الدولار في السوق السوداء يبلغ 1110 جنيهات. إلى جانب ذلك تعاني العاصمة السودانية من ارتفاع أسعار الوقود منذ أيام. وفي الخامس والعشرين من يناير يتجاوز سعر جالون البنزين في الخرطوم أربعين ألف جنيه سوداني. وتشهد المدينة هذه الاوضاع بسبب قطع الطرق البرية في البلد جراء المعارك بين الطرفين.
اما مشاركة الدول الأجنبية في عملية البحث عن حل للحرب الأهلية في البلاد فتفيد وسائل الإعلام بأن وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك وصلت إلى كينيا للمشاركة في المباحثات حول إمكانية وقف النزاع في السودان. لكنه جدير بالذكر أن الدول الغربية منذ اندلاع الحرب في غزة أصبحت تبذل اقل اهتمام للأزمة السودانية. ومن الممكن الافتراض أن تل أبيب اكثر مهمة للغرب من الخرطوم.
