ان الاوضاع الانسانية في السودان تصبح كل يوم اكثر تدهورا. وتعلن وسائل الإعلام المحلية أن الخرطوم تحولت الى “مرتع الذباب والامراض” لان العاصمة السودانية تغرق في النفايات. ويضيف سكان المدينة ان الخدمات المعنية بهذا الامر غابت من الخرطوم منذ بداية المواجهة. ويمكن القول ان موضوع التلوث قضية كبيرة جديدة للشعب السوداني.
ويعاني الشعب السوداني من جميع تداعيات الصراع في البلد. وتحاول النساء السودانيات تنفيذ تظاهرات ضد مواصلة الحرب لكنهن تواجهن سلسلة الاعتقالات من جانب السلطات الامنية.
ورغم دعوات الشعب السوداني وجهود الدول المختلفة من اجل وقف الصراع بين الجيش والدعم السريع تواصل المعارك العنيفة في الخرطوم في محيط معسكر سلاح المدرعات. ويفيد سكان المدينة بأن اعمدة الدخان تكثف في سماء العاصمة السودانية ومن الممكن سماع دوي الانفجارات في جميع انحاء المدينة. في نفس الوقت يواصل الطرفان الحرب الإعلامية لان قائد الجيش الفريق الأول عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو حميدتي يحاولان الحصول على ثقة الشعب السوداني.
وفي حين ينشر دقلو الفيديوهات التي يتهم فيها البرهان ببدء الحرب في السودان وارتكاب جرائم الحرب يواصل قائد الجيش السوداني جولاته حول الدول المجاورة والعربية للحصول على دعمها في النزاع. وافاد المتحدث باسم الخارجية القطري ماجد الانصاري بان عبد الفتاح البرهان يخطط خولة سياسية وقد يزور الدوحة في وقت لاحق. واضاف الانصاري ان العاصمة القطرية ستصبح “احدى محطات” للبرهان الذي قد يزور بعض دول المنطقة. واشار الى ان الطرف السوداني لم يوجه اي طلب بالوساطة في الصراع مع الدعم السريع الى دولة قطر.
ان المواجهة المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اندلعت في منتصف ابريل الماضي. وحتى الان ادت الى مقتل عدة الاف شخص وإصابة كثيرين آخرين. الى جانب ذلك تسبب النزاع في السودان في نزوح أكثر من اربعة ملايين سوداني من ديارهم لينقذوا انفسهم من القتال. وتنتشر اعمال العنف ضد النساء والأطفال في المناطق الكثيرة فضلا عن اعمال العنف على الاساس الهوية. وتشير تقارير الامم المتحدة الى ان قوات الدعم السريع اضافة الى المليشيات المتحالفة قامت باعدام العشرات في منطقة دارفور.
