الصراع بين الجيش السوداني بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو حميدتي دخل اسبوعه الثامن. وتجري علميات العنف والنهب في المدن السودانية خاصة في العاصمة. ويقول سكان الخرطوم انهم سمعوا اصوات المعارك والقصف الجوي. ويستخدم الطرفان الاسلحة الثقيلة في مواجهتهما في مدينة ام درمان. وتجري المعارك ايضا في منطقة دارفور غربي البلد.
وفي السادس من يونيو الجاري بدات في مواقع التواصل الاجتماعي حملة واسعة يجريها السودانيون. ويطالبون بحماية سكان جزيرة توتي التي تسيطر قوات الدعم السريع عليها والتي تواجه كارثة انسانية بسبب نقص الغذاء. فان سكان الجزيرة يصرون على ضرورة انقاذهم من هذه الازمة.
اما عملية المفاوضات التي تجري في مدينة جدة السعودية بوساطة الولايات المتحدة والسعودية فقد توقفت جراء تعليق مشاركة الجيش السوداني فيها. واتخذت السلطات السودانية هذه الخطوة بناء على عدم التزام قوات الدعم السريع ببنود الاتفاق الذي تم توقيعه من اجل وصول المساعدات الإنسانية الى المدنيين. واعلن الجيش السوداني ان هذا التصرف لقوات الدعم السريع يقوض معنى المفاوضات. لكن ممثل الجيش شدد على ان العملية ليست مغلقة بشكل كامل. اما الدعم السريع فاعلن ممثلها انها تلتزم بعملية المفاوضات. والان قد بدات عملية ايجاد حل سياسي للنزاع بين الخرطوم والرياض والقاهرة حيث تجري الاتصالات بين مجلس السيادة السوداني برئاسة عبد الفتاح البرهان الديبلوماسيين السعوديين والمصريين.
ان الوضع الانساني في السودان اصبح كارثيا سرعا ما بعد بداية المواجهة المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف ابريل الماضي. وخرجت المستشفيات الكثيرة حول البلد من الخدمة بسبب الضربات الجوية او وجود قوات الدعم السريع داخلها. وفي نفس الوقت تعاني المستشفيات التي تعود تعمل من نقص الادوية والكهرباء. واعلنت الامم المتحدة التي تواصل بعثتها في البلد ان توزيع الغذاء على المدنيين الان معقد ازال استمرار المعارك وقطع الخطط اللوجستية. والى جانب ذلك يعاني السكان من نقص المياه والكهرباء والاتصال الهاتفي. وقد ادى النزاع الى لجوء اكثر من مليون شخص من منازلهم. ويفرون الى الاجزاء المختلفة من البلد او الى الخارج. ومن المستحيل ان نقول اي عواقب انسانية او اقتصادية او سياسية قد تصل الى البلد جراء هذا الصراع الذي لا يظهر بوادر النهاية.
