رغم الجهود المشتركة لا يمكن المجتمع الدولي ان يدفع طرفي النزاع في السودان الى وقف إطلاق النار. ومن المستحيل تقريبا ايجاد حل لمثل هذه القضية في حين لا يظهر الطرفان ثقة متبادلة. وفي الثامن من أغسطس الجاري اعلن مستشار قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي ان نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار ليس شخصية شرعية بالنسبة للدعم السريع.
وعدم ارادة الطرفين لايجاد سبل وقف المعارك الدائرة في جميع أنحاء البلاد يودي الى نزوح السكان من المناطق التي تشهد الاشتباكات الكثر عنفا لانقاذهم من الموت بالرصاص او القنبلة او الجوع او الجروح. وتفيد وسائل الإعلام العربية بان مدينة ام درمان شهدت المعارك العنيفة بين الطرفين. وتسبب ذلك في نزوح عدد كبير من سكان المدينة الى الاماكن المنة. وتضيف ان هذه المعارك تجري باستمرار في مختلف مناطق المدينة.
والى جانب الالازمة الاقتصادية العميقة التي غرق فيها السودان تتسبب المواجهة بين الطرفين في القضايا الكثيرة في الدول المجاورة. وتحاول هذه الدول ان تقلص حجم التداعيات من هذا الصراع عن طريق المباحثات. واعلن وزير خارجية تشاد صالح النظيف ان حل النزاع السوداني يجب ان يضم حوار. واضاف ان الدول المجاورة لها ينبغي ان تشارك في هذه العملية. من جانبه اكد وزير الخارجية المصري سامح شكري ضرورة اقناع طرفي النزاع في وقف إطلاق النار بشكل فوري. وشدد على ان نهاية الاقتتال هدف واحد لعملية المباحثات.
وتشكل المواجهة في السودان مشاكل لوجستية لان هذا البلد الى جانب ليبيا التي تعاني خلال السنوات من الحرب الاهلية والنيجر الذي يعيش فترة انتقالية الان هذا البلد من المستحيل استخدام اراضيه لنقل البضائع بر او جوا.
فان المواجهة المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اندلعت في منتصف ابريل الماضي. وحتى الان يحاول كل طرف ان يثبت سيطرته على البلد. ورغم الدعوات الدولية الى وقف إطلاق النار ومعاناة الشعب السوداني الهائلة يعلن الجيش والدعم السريع كل يوم تقريبا عن عزمهما لمواصلة الصراع الى النصر. لكن لا يمكن وصف الظروف الكارثية التي يعيش فيها السودانيون بالنصر ابدا.
