ان فترة رئاسة بشار الأسد في سوريا انتهت مع سيطرة المعارضة على دمشق في الثامن من الشهر الجاري. وأفادت وسائل الإعلام بأن “الثورة العظيمة انتصرت” ونظام الرئيس بشار الأسد سقط. ودعت السلطات السورية الجديدة إلى عدم إطلاق النار في الساحات العامة إلى جانب فرض حظر التجول بين الساعة الرابعة عصرا والخامسة صباحا وإفراج كافة المعتقلين من السجون. ومن المعروف أن أعضاء الحكومة يجرون المفاوضات مع المعارضة ودعا رئيس الوزراء السوري محمد غازي الجلاني إلى إجراء الانتخابات الشاملة في البلاد.
وتواصل المعارك بين المجموعات المختلفة في المناطق العديدة من سوريا. واعلنت قوات سوريا الديمقراطية أنها لا تزال تواجه المقاتلين المدعومين بتركيا التي عرفت عن هجوم المعارضة منذ أشهر في محافظة حلب شمال البلاد. كما اعلنت المعارضة أنها لن تسمح الدولة الإسلامية بالانضمام إليها في حكم سوريا. وأكدت السلطات المحلية أن عددا كبيرا من المواطنين السوريين أصيبوا خلال أعمال النهب والسلب التي انتشرت في البلاد.
أما مصير الرئيس بشار الأسد فاستقال وغادر البلاد يوم الأحد إلى موسكو. وأشارت بعض المصادر إلى أنه قدم طلبا بالمساعدة ومقترحات التعاون للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عبر الإمارات العربية المتحدة من أجل الحفاظ على السيطرة على جزءا من الأراضي السورية. وحدث ذلك قبل ساعات من هجوم المعارضة على دمشق لكن البيت الأبيض نفى هذه المعلومات وأكد استعداده للتعامل مع جميع القوى السورية. كما حاول الأسد إجراء مفاوضات مع المسلحين في قطر لكن سبب فشلها يبقى غير معروف. ولا تزال القوات المسلحة الروسية في سوريا اذ اعلنت المعارضة أنها تقوم بالاتصال مع موسكو وأكد الكرملين الاتصال بكافة المجموعات المسلحة في سوريا.
من جانبه اعلن الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش أنه من الضروري عدم التدخل الخارجي إلى الشؤون الداخلية السورية فضلا عن عدم ارتكاب أعمال العنف وضمان أمن السفارات والقنصليات مشددا على أهمية إعادة السيادة والوحدة الوطنية إلى البلاد. كما أشارت جامعة الدول العربية إلى أنها تدعم الشعب السوري وتصر على أنه يجب أن يبني الحوار السياسي لتجاوز الأزمة الحالية إلى الاستقرار. وعبرت الدول العربية المختلفة عن تضامنها مع الشعب السوري في تقرير مصيره.
النزاع الذي يدور في سوريا منذ عام 2011 شهد تصعيدا حادا في السابع والعشرين من نوفمبر الماضي حين أخذت المعارضة تتقدم بشكل سريع وسيطرت على حلب وحماة وادلب. وحاول الجيش السوري المدعوم بروسيا وقفها وأرسل حزب الله اللبناني نحو 3 الاف عنصر إلى سوريا وتم انسحابهم بعد سقوط الأسد.