ان المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأطراف الدولية لا تأتي دائما بخير لسكان غزة. ومساء اليوم الثامن من مارس الجاري أفادت وسائل الإعلام بأن إسقاط المساعدة الغذائية من الطائرات تسبب في مقتل 5 أشخاص وإصابة عشرة آخرين على الأقل في مخيم الشاطئ. وأكد مدير مستشفى الشفاء في غزة أن حالة بعض المصابين خطيرة للغاية.
وفي وقت سابق أكدت القوات الجوية الأمريكية أن الطيران التابع للولايات المتحدة والأردن اسقط نحو 11.5 الف رزمة بالغذاء فوق أراضي قطاع غزة. ونفى ممثل وزارة الدفاع الأمريكية المعلومات عن وقوع ضحايا جراء هذه العملية.
من جانبها اعلنت عمان أن الرزم التي لم تفتح باراشوتاتها لم يتم إسقاطها بالقوات الأردنية. وأضافت أن لديها معلومات ثابتة عن انتهاء عملية الإسقاط من الطائرات الأردنية دون صعوبات تقنية.
وتسبب هذا الحادث في الإدانة الشديدة من قبل سلطات غزة. ودعت إلى وقف تقديم المساعدات بالجو واستخدام المعابر لتلك الأهداف. ووصفت السلطات المحلية هذه الاجراءات بأنها متباهية ودعائية ولا انسانية ومفيدة. وأضافت أنها حذرت من امكانية حدوث مثل هذه الكارثة. ودعت الأطراف الدولية إلى وقف الإبادة الجماعية والتطهيرات العرقية التي يجريها جيش الاحتلال على الأراضي الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني من الجوع الشديد بتقديم المساعدات الإنسانية عبر المعابر البرية قبل فوات الأوان. ومن المعروف أن أكثر من مليوني مدني في غزة يعانون من نقص الغذاء والماء ويزداد هذا العدد كل يوم.
وعلى خلفية هذه الأوضاع الكارثية تواصل قوات الاحتلال تنفيذ الهجمات على المدنيين خاصة في مدينة رفح جنوب القطاع. وتفيد وسائل الإعلام المحلية بأن الطائرات الحربية الاسرائيلية شنت الضربات على برج المصري السكني صباح يوم السبت. وأدى الهجوم إلى إصابة عدد من المواطنين. كما تستهدف ضربات المدفعية الاسرائيلية المناطق الشرقية والغربية من مدينة خان يونس فضلا عن شن غارات جوية على مدينة غزة.
ويستمر الجدل حول وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التي اتهمت تل أبيب بعض موظفيها بالمشاركة في هجوم حماس على اسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي. وتسبب ذلك في وقف تمويل المنظمة من قبل المانحين الأجانب. وفي الثامن من الشهر الجاري أعلن وزير المساعدات الدولية الكندي أحمد حسين أن اوتاوا تستأنف تقديم الأموال للمنظمة. وأضاف أن الوكالة اتخذت خطوات مطلوبة لمنع تكرار هذه الأوضاع رغم أن الأمم المتحدة لم تنه التحقيق الدولي بعد.
