في حين اخذت بعض وسائل الإعلام تعلن ان النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بدا يخفض حدته اعلنت مبعوثة الامم المتحدة الى القرن الأفريقي هانا تيتيه ان المعارك العنيفة بين الطرفين تقترب من حدود جنوب السودان ومن منطقة ابيي المتنازع عليها بين البلدين. كما اكدت ان النزاع تسبب في عواقب اقتصادية وامنية وإنسانية كبيرة. وتقلق هذه العواقب قادة جنوب السودان الذين يجب ان يتعاملون مع ازمة النازحين التي تسبب فيها الصراع السوداني. الى جانب ذلك تناولت تيتيه موضوع توسيع المعارك في بعض المناطق خاصة في ولاية كردفان حيث بسطت قوات الدعم السريع سيطرتها على أجزائها.
وتفيد وسائل الإعلام العربية بأن الاشتباكات العنيفة بين الطرفين تجري يوم الاربعاء في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور. وتضيف ان عدد العاملين في المجال الانساني الذين تلقوا حتفهم خلال النزاع يبلغ 17 شخصا.
في نفس الوقت تواصل المفاوضات بين وفدي الجيش والدعم السريع في مدينة جدة السعودية تحت رعاية الولايات المتحدة والسعودية. لكن حتى الان لم تود الى اي نتائج ملموسة. ومن المعروف ان الاطراف الوسيطة تقترح اجراء المباحثات غير المباشرة بين قيادة الطرفين.
فان المواجهة المسلحة بين الجيش السوداني بقيادة الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو حميدتي اندلعت في الخامس عشر من ابريل الماضي. وحتى الان ادت الى مقتل الاف واصابة عشرات الآلاف من السودانيين. وليست هذه الارقام محددة لان المنظمات الدولية سجلت حالات ارتكاب الطرفين لجرائم الحرب وبينها تشكيل المقابر الجماعية. فضلا عن ذلك ادت المواجهة الى ازمة النازحين. وترك اكثر من خمسة ملايين شخص منازلهم باحثين عن الانقاذ من اعمال العنف المنتشرة في البلاد.
اما الذين قرروا البقاء في بلادهم فيعانون من نقص الضروريات مثل الغذاء والماء والكهرباء والاتصال الهاتفي. وخرجت المستشفيات الكثيرة من الخدمة. وتعاني الخدمات الطبية التي لا تزال تعمل من نقص الادوية والكهرباء. وادى موسم الحرارة الى انتشار الأمراض الوبائية مثل الكوليرا وحمى الضنك والملاريا. ويبقى المرضى والجرحى الكثيرون دون العلاج
ومن الممكن القول إن مع بداية النزاع بين اسرائيل وحماس جذب الاهتمام العالمي والمصادر الاقتصادية من السودان الى فلسطين. ويمكن ان يودي ذلك إلى خفض حجم المساعدات الإنسانية المقدمة للسودان بالأطراف الدولية.
