ان الازمة السودانية ذات تداعيات مهمة للسودان وللعالم كله. ولذلك ممثلو السودان يسعون الى تجذيب اهتمام الجميع الى قضاياهم.
ويحاول قائد الجيش السوداني الفريق الأول عبد الفتاح البرهان ان يقنع الجمعية العامة للأمم المتحدة أن قواته مستعدة لاستئناف المفاوضات رغم ان قوات الدعم السريع لا تلتزم باتفاق جدة وعملية المباحثات ولا تخرج من منازل المواطنين ولا تترك مباني المستشفيات. ودعا رئيس مجلس السيادة السوداني إلى اطلاق اسم “مجموعة ارهابية” على قوات الدعم السريع. كما حذر البرهان من انتقال “شرارة الحرب” الى الدول المجاورة للسودان.
من جانبه القى قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو حميدتي كلمة مصورة امام الجمعية العامة. واكد ان قواته يمكن ان تقف اطلاق النار وتبدا عملية المباحثات. واتهم قيادة الجيش السوداني بالاتصالات مع النظام السابق في البلد.
وعلى هامش اعمال دورة الجمعية العامة التقى البرهان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان. ودعا الطرف السعودي الى وقف المواجهة في السودان من اجل حماية المدنيين واثبات عمل الموسسات الانسانية. كما اشار فيصل بن فرحان إلى اهمية بداية حوار سياسي يمكن ان يضمن استقرار السودان وامنه الوطني.
والتقى البرهان ايضا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وخلال لقائهما شكر البرهان روسيا على جهودها لوقف النزاع في السودان ودعم الاستقرار في بلاده.
في الوقت نفسه دعا روبرت وود وهو نائب المندوبة الاميركية لدى الأمم المتحدة الى اسكات المدافع. واشار الى انه فقط يمكن ان يودي الى حل الازمة الدائرة في البلد. واضاف ان منبر جدة يجب ان يساعد طرفي النزاع في وقف إطلاق النار. كما شدد على أن العقوبات الاقتصادية الاميركية تتجه الى مجرد مرتكبي النظام في السودان.
ورغم العملية السياسية تواصل المعارك بين الطرفين في جميع أنحاء البلاد. وتفيد وسائل الإعلام بأن الاشتباكات العنيفة تجددت في يوم الخميس في مدينة نيالا بولاية دارفور. الى جانب ذلك تستمر المعارك بين الجيش والدعم السريع في المدن الثلاث من العاصمة السودانية. ويفيد شهود عيان بانه من الممكن سماع دوي الانفجارات في جميع أنحاء المدينة وتصعد السنة الدخان الى السماء. ويضيفون ان الطرفين يستخدمان الاسلحة الثقيلة والخفيفة حتى في الاحياء السكينة.
ان المواجهة المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اندلعت في منتصف ابريل الماضي. وحتى الآن ادت الى ازمة النازحين لان السودانيين يحاولون انقاذ انفسهم من اعمال العنف المنتشرة في البلد. وتجاوزا عدة مئة ألف منهم الحدود السودانية الى الدول المجاورة التي تبذل كل ما في وسعها لايجاد حل لجميع هذه المشاكل.
