ان عملية تبادل الأسرى بين اسرائيل وحماس تستمر في إطار المرحلة الأولى من الهدنة. وتفيد وسائل الإعلام بأن الطرفين سيتبادلان الدفعة الخامسة من الأسرى في الثامن من الشهر الجاري. وستفرج الحركة الفلسطينية عن 3 محتجزين اسرائيليين في حين ستطلق اسرائيل سراح 183 سجينا فلسطينيا وبينهم أصحاب أحكام مدى الحياة ومعظمهم من سكان قطاع غزة. وحتى الآن تم الإفراج عن 13 محتجزا اسرائيليا مقابل 586 أسيرا فلسطينيا.
من جهته عبرت حركة المقاومة الإسلامية عن استعدادها لتحقيق المرحلة الأولى من الاتفاق وإطلاق المفاوضات حول المرحلة الثانية. وأضافت أنه ليس لديها اي تقييم لتأثير لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة في تحقيق اتفاق وقف إطلاق النار.
يقترح دونالد ترامب تهجير سكان غزة إلى مصر والأردن وغيرهما لان ظروف الحياة في القطاع لا تناسب الاحتياجات الإنسانية. وتوعد بأن الولايات المتحدة ستقوم بإعادة إعمار غزة وستبقى على تلك الأراضي خلال وقت طويل لتحويلها إلى ريفييرا الجديدة ليعيش فيها شعوب العالم بما في ذلك الفلسطينيين. كما أشار ترامب إلى أن بلاده قد ترسل قواتها العسكرية إلى المنطقة مضيفا أن واشنطن لن تقدم أموالا لتلك العملية بسبب وجود الدول في المنطقة التي لديها قدرات اقتصادية لتمويلها. وتسببت هذه الخطة للرئيس الأمريكي في موجة من الإدانة الدولية خاصة من قبل الدول العربية.
والجدير بالذكر أن يوم الجمعة أشارت حماس إلى أن منع الاحتلال لادخال الآليات الثقيلة إلى قطاع غزة تضع حواجز في عملية رفع الركام اي يؤدي إلى عدم قدرتها على إخراج جثث القتلى بما في ذلك العسكريين الاسرائيليين وفتح الشوارع. وقد يتسبب ذلك في عدم قيامها بتحقيق الصفقة بشكل كامل لان المرحلة الثالثة تحتوي تبادل جثث القتلى.
وهناك مصادر تتهم الاحتلال بمواصلة الحرب على غزة بشكل بطيء اذ تمنع تقديم المساعدات الإنسانية المطلوبة للشعب الفلسطيني الذي يعيش في الظروف غير القابلة للحياة. وتشير إلى أن 110 فلسطينيا على الأقل تلقوا حتفهم خلال الفترة بعد عقد اتفاق وقف إطلاق النار كما تمت إصابة 901 آخرين.
ومنذ زمن تناقش وسائل الإعلام رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مواصلة القتال من أجل الحفاظ على نفوذه في اسرائيل. وأشارت بعض المصادر إلى أنه قد يوافق على وقف إطلاق النار في غزة بشكل كامل إذا قبلت قيادة حماس مطالبه بمغادرة القطاع إلى الأبد. ولم تعلق حماس على هذه الأخبار بعد.
في التاسع عشر من يناير الماضي دخل اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي تم عقده بطرفي النزاع في قطاع غزة بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة حيز التنفيذ. وينص الاتفاق على ثلاث مراحل وخلال الأولى التي ستستغرق 42 يوما ستفرج حماس عن 33 محتجزا اسرائيليا وهم أطفال ونساء وجرحى ومرضى. من جانبها ستطلق اسرائيل سراح السجناء الفلسطينيين وستبدأ عملية انسحاب قواتها من الأراضي الفلسطينية ويسمح الفلسطينيون بالعودة إلى شمال القطاع. وخلال المرحلة الثانية سيتم انسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة بشكل كامل وستفرج الدولة اليهودية عن الف سجين فلسطيني. وأثناء المرحلة الثالثة سيناقش الطرفان عملية إعادة الإعمار في غزة وسيتبادلان جثث القتلى.
