ان المشهد السوداني يظهر تصعيدا حادا من التوتر بين الجيش وقوات الدعم السريع خاصة في العاصمة الخرطوم. وتفيد وسائل الإعلام بأن عنف المعارك التي تجددت أمس الخميس في المدينة لم يهدأ بل ازداد.
وتشير المصادر إلى أنه من الممكن سماع انفجارات متقطعة وعمل الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة في وسط الخرطوم. كما يقول شهود عيان إن أعمدة الدخان تصعد إلى سماء المدينة. فضلا عن ذلك من المعروف أن قوات الدعم السريع تقصف مواقع الجيش باستخدام الأسلحة الثقيلة في مدينة ام درمان حيث أدت المعارك إلى انقطاع شبكة الاتصالات.
وتجري هذه الاشتباكات بعد هجوم واسع شنه الجيش السوداني على العاصمة باستخدام الطائرات الحربية والمسيرات إضافة إلى المدفعية الثقيلة. ووصل عدد كبير من القوات البرية التابعة للجيش من ام درمان إلى الخرطوم لتنفيذ العملية. ومن المعروف أن القوات المسلحة تعمل منذ زمن على طرد الدعم السريع من المدينة لكنها لم تتمكن من ذلك بعد.
وفي سياق آخر ألقى رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وأشار البرهان إلى أن الخرطوم أبلغت الولايات المتحدة بأنها لن تقبل اي وساطة من قوى إقليمية أو دولية شاركت في قتل السودانيين. لكنه عبر عن استعداد طرفه لمواصلة الحوار مع الاميركيين. واتهم قائد الجيش السوداني قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية كما شدد على أن هناك دول في المنطقة التي تقدم الأموال والأسلحة لها وتساعدها في نقل الجنود.
وخلال المؤتمر الصحفي بنتائج كلمته اعلن البرهان أن هناك أدلة كثيرة لمشاركة الإمارات العربية المتحدة في مساعدة الدعم السريع أثناء المواجهة. ووصف هذه الإجراءات بالاستعمار الجديد الذي يخترق كافة القواعد والقوانين الدولية كما اتهم الأمم المتحدة بعدم قدرتها على إيقاف هذه الجرائم.
ان الأوضاع الانسانية في السودان الذي يشهد الحرب منذ الخامس عشر من أبريل عام 2023 تصبح أكثر خطورة كل يوم في ظل استمرار الفيضانات الشديدة في مختلف أنحاء البلاد وانتشار وباء الكوليرا. وتشير المنظمات الدولية إلى أنها لا يمكن أن تقدم كميات لازمة من الإمدادات إلى السودان بسبب مواصلة القتال.