ان الجيش السوداني يواصل تقدمه في العاصمة الخرطوم. وتفيد وسائل الإعلام بأن القوات المسلحة تستخدم المدفعية الثقيلة لقصف مواقع قوات الدعم السريع من مدينة ام درمان.
ولا تزال الاشتباكات بين الطرفين تجري في محيط القصر الجمهوري اي قرب جسر المنشية. ومن المعروف أنه من الممكن سماع دوي الانفجارات في الناحية الغربية من الجسر التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع التي تحاول قصف مواقع الجيش في الناحية الشرقية بالمسيرات والقناصة. كما من المعروف أن المعارك بين الطرفين لا تزال جارية في المناطق المختلفة من البلاد.
في نفس الوقت تشير المصادر إلى أن مجلس الأمن الدولي عبر عن قلقه البالغ جراء توقيع القوات الموالية للدعم السريع لميثاق تأسيس “حكومة سلام ووحدة” على الأراضي التي تسيطر عليها. وأكدت الدول الاعضاء للمجلس أن تلك الخطوة لا تؤدي إلا إلى تفاقم المحاربة وتدهور الأوضاع الإنسانية في البلاد. إضافة إلى ذلك دعا المجلس طرفي النزاع إلى وقف فوري للقتال واستخدام الوسائل السياسية والدبلوماسية لوقف إطلاق النار بشكل كامل. وحدث ذلك الأسبوع الماضي في العاصمة الكينية نيروبي مما تسبب في الإدانة الدولية الشديدة.
كما أكدت وسائل الإعلام أن الأمم المتحدة رصدت 110 ملايين دولار من صندوق الطوارئ الخاص بها لمعالجة الأزمات الإنسانية الأعنف في العالم بما في ذلك في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وبينها السودان. وسيذهب ثلث المبلغ الإجمالي إلى البلاد التي تشهد أكبر كارثة إنسانية الان فضلا عن تشاد المجاورة التي تستقبل عددا كبيرا من اللاجئين السودانيين. وأشار بيان المنظمة إلى أن “اقتطاعات حادة من الميزانيات لا تعني اختفاء الحاجات الإنسانية”. وأعلنت تقارير الأمم المتحدة أن تقليص الولايات المتحدة حجم الأموال المقدمة للمنظمات الإنسانية يشكل تحديا كبيرا لها لان واشنطن كانت من أكبر مقدمي المساعدات الإنسانية.
وأسفرت الحرب التي تدور بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ الخامس عشر من أبريل عام 2023 عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص وإصابة عشرات آخرين. كما تسبب النزاع في نزوح أكثر من 12 مليون شخص من منازلهم وتجاوز عدة ملايين منهم الحدود السودانية إلى الدول المجاورة مما يؤدي إلى أزمة النازحين في المنطقة. فضلا عن ذلك تسببت المواجهة في تدمير معظم المرافق الصحية وتدهور الأوضاع الانسانية في البلاد ولا يمكن المنظمات الدولية أن تعالج تلك الكارثة. ولا يبدو الطرفان مستعدين لإنهاء الصراع بالوسائل السلمية. وتمكن الجيش من بسط سيطرته على المناطق الشمالية والشرقية من السودان في حين تسيطر قوات الدعم السريع على إقليم دارفور وأجزاء من الجنوب.
