ان الجيش السوداني يواصل تقدمه في العاصمة. وأكد ممثل القوات المسلحة ان تحرير الخرطوم يفتح الباب أمام تحرير كافة أراضي السودان مشيرا إلى وجود قوات الدعم السريع شمالا حتى مصر وشرقا حتى إريتريا. كما من المعروف أن الجيش يواصل أعمال التمشيط وتأمين المناطق في مدينة ام درمان. ويسيطر الان على معظم أراضي البلاد في حين تبقى مناطق في ام درمان وكردفان ودارفور تحت سيطرة الدعم السريع.
وخلال الأيام الأخيرة تجري القوات المسلحة هجوما واسعا على العاصمة وتمكنت من تحرير القصر الجمهوري ومباني الوزارات وسط المدينة. كما تم بسط سيطرة الجيش على مطار الخرطوم ومقار الدعم السريع وقاعدة النجومي الجوية ومقر شرطة الاحتياطي المركزي. وأعلن رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان ان الخرطوم حرة.
وبين جرائم الحرب التي يتهم الجيش قوات الدعم السريع بارتكابها اختطاف المدنيين والعسكريين. وتنشر القوات المسلحة صور مئات السودانيين الذين تم الإفراج عنهم بعد تحرير الخرطوم من المليشيات. وتضيف المصادر أنه تم نقلهم إلى مدينة القطينة بولاية النيل الأبيض ليتلقوا العلاج قبل العودة إلى أسرهم. أشار الجيش إلى أن الدعم السريع احتجز نحو 4700 شخص وعاشوا في حالة مأساوية مما أسفر عن وفاة عدد منهم بسبب الجوع والظروف الصحية غير الإنسانية. وقال بعض الأسرى أن قوات الدعم السريع نقلت حوالي الفي شخص إلى مدينة نيالا في ولاية جنوب دارفور لنقل العتاد العسكري وحفر المقابر.
إلى جانب ذلك تعمل الحكومة السودانية على تطوير العلاقات الثنائية مع الدول المختلفة. وتفيد وسائل الإعلام بأن البرهان زار المملكة العربية السعودية يوم الجمعة وناقش الأوضاع في بلاده مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وبحثا في التطورات الأخيرة في السودان بما في ذلك الإنجازات التي حققها الجيش خلال الأسابيع الماضية.
الحرب التي تدور في السودان منذ الخامس عشر من أبريل عام 2023 تسببت في مقتل أكثر من 20 ألف شخص إضافة إلى إصابة وفقدان عشرات الآلاف. كما يعاني الشعب السوداني من نقص الضروريات وبينها الغذاء والمياه والكهرباء والأدوية على خلفية تدمير معظم المرافق الصحية أثناء المواجهة. وتشير تقارير المنظمات الدولية إلى أن قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم الحرب الكثيرة ولذلك من المستحيل تحديد عدد القتلى جراء المعارك حتى الآن. ولا يمكن المنظمات الإنسانية أن تقدم المساعدات الإنسانية بالحجم المطلوب إلى السودان وإزاء ذلك يصبح الوضع الصحي أكثر تدهورا كل يوم. ومع استمرار المعارك في جميع أنحاء السودان وخاصة دارفور وكردفان من الممكن انتظار ارتفاع عدد الضحايا لتلك الحرب.
