ان الجيش السوداني لا يزال يتقدم في المناطق المختلفة من البلاد وخاصة العاصمة الخرطوم. وتفيد وسائل الإعلام بأن القوات المسلحة دفعت تعزيزات كبيرة إلى المدينة تحسبا لمواجهات مع الدعم السريع.
وأعلن الجيش ان الدعم السريع يقصف العاصمة من مواقعه على جزيرة توتي ويستخدم المدنيين دروعا بشرية. وأكدت القوات المسلحة العمل على قطع خطوط الإمداد للمتمردين. إضافة إلى ذلك قصفت قوات الدعم السريع مدينة الأبيض غربي السودان حيث استهدفت منازل سكنية بالأسلحة الثقيلة مما تسبب في تدمير عدة مبان وإصابة المدنيين. والجدير بالذكر أن القصف على المدينة يتواصل لليوم الخامس وأسفر حتى الآن عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين. كما تواصل قوات الدعم السريع تنفيذ القصف باستخدام المسيرات على مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور.
من جانبه أعلن رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان أنه مستعد للعودة إلى المفاوضات مع قوات الدعم السريع إذا وضعت السلاح وجمعت مقاتليها في الأماكن المحددة. كما أشار البرهان إلى أن قواته ستواصل القتال مع المتمردين ولن ترجع إلى جدة او تقبل اي تفاوض معهم قبل أن ينزعوا الأسلحة.
ورغم استمرار المعارك أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن حوالي 400 ألف سوداني عادوا إلى منازلهم خلال الشهرين ونصف الشهر الماضيين. وتربط التقارير هذه العملية بتقدم الجيش في جميع أنحاء البلاد وخاصة ولايتي سنار والجزيرة فضلا عن العاصمة الخرطوم. ومن المعروف أن اسرا كاملة تعود إلى منازلها المنهوبة والمحترقة.
وأسفرت المواجهة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص إضافة إلى إصابة عشرات الآلاف. ونزح أكثر من 11 مليون شخص داخل البلاد في حين تجاوز أكثر من 3 ملايين سوداني الحدود إلى الدول المجاورة مما تسبب في أزمة النازحين في المنطقة. وتبقى الأوضاع الإنسانية في السودان كارثية لان معظم المرافق الصحية دمرت خلال المعارك كما يعاني الشعب السوداني من نقص الضروريات وبينها الغذاء والماء والكهرباء والأدوية. ويواجه نحو 8 ملايين شخص خطر المجاعة في حين لا يمكن المنظمات الإنسانية الدولية أن تقدم المساعدات إلى البلاد بالحجم المطلوب. ولا يعبر أحد الطرفين عن استعداده لوقف إطلاق النار في السودان.
