ان الجيش السوداني يواصل تقدمه في البلا. وتفيد وسائل الإعلام بأن الاشتباكات بينه وقوات الدعم السريع تجري منذ صباح اليوم الأربعاء وسط العاصمة الخرطوم. وتشير المصادر المحلية إلى أن القوات المسلحة سيطرت على الجانب الشرقي من جسر المنشية الذي يربط بين الخرطوم ومنطقة شرق النيل. وذلك يقربها من الوصول إلى القصر الجمهوري في وسط المدينة. كما من المعروف أن تعزيزات كبيرة من الجيش تجري المعارك ضد الدعم السريع في المناطق الفاصلة من مدينة الفاشر في ولاية دارفور.
في نفس الوقت تشير المصادر إلى أن قوات الدعم السريع وقعت على “دستور” منظم لعمل “حكومة سلام ووحدة” تم إعلان تشكيلها في أواخر فبراير الماضي في العاصمة الكينية نيروبي. وتنص تلك الوثيقة على تشكيل جيش واحد في السودان فضلا عن مجلس رئاسي متكون من 15 عضوا ومجلس وزراء متكون من رئيس الوزراء و15 وزيرا. كما سيتم تشكيل مجلس تشريعي من مجلس إقليمي ومجلس النواب. ويشير الدستور إلى 8 أقاليم سيتم تقسيم الأراضي السودانية إليها. وستعمل تلك الوثيقة من لحظة توقيعها إلى نهاية الفترة الانتقالية بعد الحرب وستستمر هذه المرحلة 10 سنوات. وادانت الدول الكثيرة إضافة إلى المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة تشكيل حكومة الدعم السريع على الأراضي السودانية التي تسيطر عليها في حين يعلن مؤيدو الدعم السريع ان توقيع الوثيقة خطوة مهمة لإنهاء الحرب في السودان وإعادته إلى الاستقرار.
من جانبه أعلن رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان أنه مستعد لوقف إطلاق النار الفوري في البلاد إذا انسحبت قوات الدعم السريع عن المناطق التي تحتلها وترفع الحصار الذي تفرضه على مدينة الفاشر ومدن مختلفة في ولاية دارفور. وأضاف البرهان خلال كلمته أمام القمة العربية الطارئة في القاهرة أنه من الضروري تجميع المليشيات في الأماكن المحددة ومعالجة أمرها عسكريا.
وأسفرت الحرب التي تدور بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ الخامس عشر من أبريل عام 2023 عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص وإصابة عشرات آخرين. كما تسبب النزاع في نزوح أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم وتجاوز عدة ملايين منهم الحدود السودانية إلى الدول المجاورة مما يؤدي إلى أزمة النازحين في المنطقة. فضلا عن ذلك تسببت المواجهة في تدمير معظم المرافق الصحية وتدهور الأوضاع الانسانية في البلاد ولا يمكن المنظمات الدولية أن تعالج تلك الكارثة. ولا يبدو الطرفان مستعدين لإنهاء الصراع بالوسائل السلمية.