ان المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تستمر في جميع أنحاء البلاد. وتفيد وسائل الإعلام بأن الطيران التابع للقوات السودانية المسلحة شن سلسلة من الضربات على المطار الدولي في ولاية جنوب دارفور. وتم تدمير بعض المرافق قرب المطار بما في ذلك أبراج المراقبة والمدرج الرئيسي. وأسفر القصف الذي استمر عدة ساعات عن اندلاع حرائق كبيرة في المنشآت المدنية التي تم استهدافها.
وتواصل قوات الدعم السريع شن الهجمات على المواطنين السودانيين. وتشير وسائل الإعلام إلى أن القصف الذي شنته المليشيات على مخيم زمزم تسبب في مقتل 15 شخصا وبينهم أطفال وإصابة 60 آخرين في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور. وتقوم قوات الدعم السريع بتنفيذ الضربات المدفعية على المخيم وهو الأكبر في دارفور خلال الأيام العشرة الماضية مما تسبب في الإدانة الشديدة من قبل المنظمات الدولية وبينها الأمم المتحدة وأطباء بلا حدود.
في نفس الوقت تصبح الأوضاع الانسانية في السودان أصعب كل يوم. وتؤكد المصادر أن لجنة الإنقاذ الدولية شددت يوم الأربعاء على أن البلاد تشهد أكبر أزمة إنسانية بعد 20 أشهر من المواجهة بين الطرفين. ومن المعروف أن أكثر من 30 مليون شخص في السودان يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية ويبلغ عددهم 10 بالمائة من سكان العالم الذين يعانون من الأزمات الإنسانية. وتتوقع المنظمات الإنسانية توسيع الأزمة في السودان مع استمرار الحرب التي بدأت في الخامس عشر من أبريل عام 2023 مشيرة إلى أن البلاد قد تواجه انهيارا إنسانيا.
وتواصل الحكومة السودانية أن تبحث عن الدعم السياسي في الخارج. والتقى رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش عبد الفتاح البرهان الممثل الخاص للمملكة المتحدة بالسودان ريتشارد كراودر. وخلال الاجتماع قال البرهان إن العملية السياسية في السودان ستبدأ بعد نهاية الحرب لان ليس في البلاد مكان للمليشيات المتمردة. ومن المعروف أنه تمت مناقشات ضرورة وقف إطلاق النار في السودان إضافة إلى ضرورة مشاركة كافة الأطراف في الحوار الذي سيبنى على اعلان جدة.
وتسببت الحرب بين الجيش والدعم السريع في مقتل أكثر من 20 ألف شخص وإصابة عشرات الآلاف. كما يعاني الشعب السوداني من انتشار الأوبئة على خلفية انهيار النظام الصحي ومواصلة المعارك في المناطق المختلفة من البلاد.