ان المعارك في بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تستمر في العاصمة الخرطوم. وتفيد وسائل الإعلام بأن القوات المسلحة سيطرت يوم الأحد على المناطق الجنوبية من المدينة. وتقع الان على بعد 50 كيلومترا فقط من وسط العاصمة. كما تتقدم قوات الجيش في ولاية الجزيرة وولاية الخرطوم. ومن المعروف أن الجيش يقترب من القصر الجمهوري في الخرطوم مما سيصبح رمزا لسيطرته على معظم الأحياء من المدينة في حين يعزز موقفه في مدينة الخرطوم بحري.
كما يواصل الجيش تقدمه في المحاور العديدة. وتشير المصادر إلى أن الجيش يحقق تقدما في عدة مناطق من مدينة الفاشر العاصمة لولاية شمال دارفور غرب البلاد. ويشن الغارات الجوية باستخدام المسيرات على مواقع الدعم السريع في المناطق الشرقية والغربية من المدينة. وتسبب ذلك في تدمير عدد من الآليات القتالية ومخزنين للأسلحة والمسيرات.
ونشرت الحكومة السودانية يوم الأحد خارطة طريق لفترة ما بعد الحرب واستئناف العملية السياسية الشاملة التي يجب أن تنتهي بالانتخابات العامة الحرة والنزيهة. وشدد بيان وزارة الخارجية السودانية على أنه تمت صيغة هذه الخطة بعد مشاورات مع القوى المختلفة. ومن المتوقع إطلاق حوار وطني شامل وتشكيل حكومة للفترة الانتقالية وإجراء التعديلات الدستورية اللازمة. ودعا بيان الوزارة السودانية المجتمع الدولي وخاصة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى دعم هذه الخارطة التي تتجه إلى ضمان الأمن والاستقرار في البلاد واستكمال عملية الانتقال.
وتجري الحرب بين الطرفين في السودان منذ ال15 من أبريل عام 2023. وأسفرت المواجهة عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص وإصابة عشرات الآلاف. كما أجبرت المعارك العنيفة أكثر من 10 ملايين شخص على النزوح من منازلهم وتجاوز عدة ملايين الحدود السودانية إلى الدول المجاورة. ويعاني السودانيون من انتشار الأمراض الوبائية وعلى رأسها الكوليرا لان القتال تسبب في تدمير المرافق الصحية الكثيرة حول البلاد فضلا عن نقص الأدوية والغذاء والمياه والكهرباء. وتحاول المنظمات الإنسانية الدولية تقديم المساعدات المطلوبة لسكان البلاد بالحجم الكافي لكن استمرار المعارك يمنعها من تلبية جميع الاحتياجات للسودان. وفي ظل تقدم الجيش في الأيام الأخيرة من الممكن الافتراض أن الصراع قد ينتهي بعد عامين من مواصلته.
