ان محاولة اغتيال قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان لم تمنعه من مواصلة المواجهة مع قوات الدعم السريع. واعلن البرهان في بيانه أن قواته لن تقبل أي مفاوضات مع الدعم السريع في هذه الظروف. كما أضاف الفريق أنه لا يخشى من مسيرات المتمردين.
وفي اليوم الحادي والثلاثين من يوليو الماضي استهدفت المسيراين القاعدة العسكرية في جبيت شرقي البلاد التي زارها قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان. ونجا العسكري من الحادثة بخير لكن الهجوم أسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة آخرين. والجدير بالذكر أن هذه المحاولة لاغتيال البرهان لم تكن الأولى منذ اندلاع الحرب في الخامس عشر من ابريل عام 2023. ونفت قوات الدعم السريع مشاركتها في هذا الهجوم.
في نفس الوقت الاشتباكات بين الطرفين لا تزال جارية في الولايات المختلفة من السودان. وتفيد وسائل الإعلام بأن الاشتباكات العنيفة بين الجيش والدعم السريع دارت في العاصمة السودانية الخرطوم. وتشير المصادر إلى القصف المدفعي اامكثف في المنطقة. ويقول شهود عيان إن المعارك اندلعت في محيط سلاح المدرعات التابع للجيش السوداني وسط سماع دوي الانفجارات العنيفة في المناطق الشرقية والجنوبية من المدينة.
ويتهم الكثير قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم الحرب خلال مواجهتها مع الجيش. واعلنت “لجان المقاومة في ود مدني” أن المتمردين ارتكبوا مجزرة عنيفة تسببت في مقتل واصابة المدنيين في قرية ود العشا وسط السودان. وأضاف شهود عيان أن إطلاق النار من قبل الدعم السريع بشكل مفاجئ تسبب في مقتل 11 شخصا وجرح أكثر من 20 اخرين وبعضهم في حالة حرجة وتم نقلهم إلى المستشفى. وفعلت قوات دقلو حميدتي ذلك من أجل السرقة والنهب.
ولا تبدو الأوضاع في السودان ان تقترب من خفض التوتر بين الطرفين رغم أن الشعب السوداني يعاني من نقص الضروريات وبينها الغذاء والماء والكهرباء. وفي ظل مواصلة النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين في قطاع غزة الصراع السوداني يستمر وسط معاناة الشعب الذي لا يمكن أن تقدم المنظمات الدولية له كمية كافية من المساعدات الإنسانية. ورغم تعبير الطرفين عن استعدادهما للمشاركة في النقاشات لسبل وقف النزاع التي من المتوقع أن تجري في جنيف خلال أغسطس المقبل بوساطة الولايات المتحدة السودانيون يواجهون الأزمة الانسانية الواسعة النطاق نظرا لوقف عمل الجزء الأكبر من الخدمات الصحية في البلاد.