ان اهتمام العالم كله بالنزاع بين حماس وإسرائيل لا يقف المواجهة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وتفيد وسائل الإعلام بأن قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ألقى كلمة أمام الضباط والجنود بولاية القضارف واعلن أن العملية السياسية في البلاد لن تبدأ قبل انتهاء التمرد. كما اتهم قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو حميدتي بعدم التزامه بالاتفاق المبرم خلال المفاوضات التي جرت بين ممثلي الطرفين في مدينة جدة السعودية. وأكد أنه ليس مستعدا لعقد صفقات مع شخص لا يلتزم بعهود. فضلا عن ذلك قال البرهان إن حميدتي يحصل على السلاح من الخارج ليقتل المواطنين السودانيين.
في نفس الوقت تفيد وسائل الإعلام المحلية بأن الاشتباكات العنيفة تستمر بين العسكريين والمتمردين في العاصمة السودانية الخرطوم من الأنحاء المتعددة. وتضيف أن الطرفين يتبادلان القصف الجوي المكثف بعد إطلاق النار من مواقع الدعم السريع في حي اركويت تجاه الجيش السوداني وسط المدينة. ومن المعروف أن القصف المدفعي يجري في مدينة الخرطوم بحري أيضا. كما تعلن المصادر أن القوات المسلحة السودانية سيطرت على قاعدة وادي سيدنا العسكرية شمال ام درمان. إلى جانب ذلك يواصل الطرفان المعارك في ولاية الجزيرة حيث يقصف الطيران الحربي التابع للجيش تجمعات الدعم السريع غرب مدينة الحصاحيصا والمناطق الأخرى من الولاية.
ان الصراع الذي يجري في السودان منذ الخامس عشر من ابريل الماضي قد أدى حتى الآن إلى العواقب الكارثية للبلاد. إلى جانب مقتل الاف وإصابة عشرات الآلاف بين المدنيين تسببت المواجهة في أزمة النازحين الواسعة النطاق لان عدة ملايين شخص تركوا منازلهم باحثين عن الانقاذ من أعمال العنف المنتشرة في السودان. واعلن طوبي هارورد وهو نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالسودان أن التطورات الأخيرة في البلد تهدد السلام والاستقرار في المنطقة كلها لان عملية تجاوز الحدود باللاجئين السودانيين لا تزال جارية. وأشار إلى أن عدد الوفيات بين المدنيين قد يزداد لانهم يعانون من الجوع في بعض مناطق البلاد وخاصة في ولاية دارفور. ولا يبدو الاقتصاد السوداني جاهزا لمواجهة عواقب هذه الحرب.
