على خلفية الاحداث الاخيرة في اسرائيل وفلسطين المواجهة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تشهد تراجع حدتها. واعلنت وسائل الإعلام أن الطرفين خفضت شدة العمليات العسكرية في مدن العاصمة السودانية الثلاث.
لكن شهود عيان يضيفون ان الاشتباكات بين الطرفين لا تزال تجري في بعض مناطق ام درمان والخرطوم باستخدام الاسلحة الثقيلة والخفيفة. ويواصل الطيران التابع للجيش السوداني قصفا جويا على مواقع الدعم السريع في العاصمة.
اما الحوار السياسي بين الطرفين فتعلن بعض وسائل الإعلام أن القوى السياسية لم تكن مستعدة عند اندلاع الازمة لاستمرار المواجهة خلال عدة اشهر. لذلك ليست الاطراف المختلفة قادرة على اثبات الحوار المستدام بين الجيش والدعم السريع رغم ان المباحثات بين الوفدين الرسميين تجري في مدينة جدة السعودية منذ بداية الأزمة.
ان المواجهة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اندلعت في الخامس عشر من ابريل الماضي. وادى النزاع حتى الان الى مقتل الاف واصابة عشرات الاف شخص. ومن المستحيل تحديد عدد القتلى الواقعي لانه من المعروف ان خلال المعارك تم ارتكاب جرائم الحرب الكثيرة وبينها استخدام المقابر الجماعية. لذلك لا يمكن تقديم الارقام الحقيقية للقتلى بين المدنيين او العسكريين.
الى جانب ذلك تسببت المواجهة المسلحة في ازمة النازحين الواسعة النطاق. وترك اكثر من خمسة ملايين شخص منازلهم باحثين عن الانقاذ من اعمال العنف المنتشرة في البلاد. وتجاوزوا عدة مئة ألف منهم الحدود السودانية الى الدول المجاورة. اما السودانيون الذين يحاولون البقاء في بلادهم فيعانون من نقص الضروريات مثل الغذاء والماء والكهرباء والاتصال الهاتفي. فضلا عن ذلك المستشفيات الكثيرة خرجت من الخدمة جراء تدميرها تماما او جزئيا خلال المعارك او بسبب وجود قوات الدعم السريع داخلها. وتعاني الخدمات الطبية من نقص الادوية والكهرباء. الى جانب ذلك يشهد السودان ارتفاع درجة الحرارة مما يودي الى ارتفاع عدد الإصابات بالامراض الوبائية مثل الكوليرا وحمى الضنك والملاريا. وعلى خلفية عدم عمل المستشفيات في البلد الجرحى والمرضى يبقون دون العلاج تقريبا اضافة الى تقديم المساعدات الإنسانية القليلة من المنظمات الدولية التي تهتم الان بالصراع في فلسطين.
