ان الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تبقى على مستوى غير مقبول للعيش. وتبذل المنظمات الدولية جهودها الكاملة من أجل وقف معاناة الشعب الفلسطيني في المنطقة. وفي الثامن من مارس الجاري أعلن المتحدث باسم المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان ادجيت سونغا خلال المؤتمر الصحفي في جنيف أن إطلاق العملية العسكرية الاسرائيلية في مدينة رفح جنوب غزة يمكن أن يؤدي إلى الجرائم ضد الإنسانية.
كما أشارت المنظمة إلى قلقها بسبب منع اسرائيل المحتمل للفلسطينيين من الوصول إلى مسجد الأقصى المبارك مما قد يتسبب في تصعيد التوتر نظرا لاقتراب شهر رمضان.
من جانبه اعلن جيش الاحتلال نتائج التحقيق الذي أجراه بعد مقتل أكثر من 100 مدني خلال توزيع المساعدات الإنسانية في غزة في التاسع والعشرين من فبراير الماضي. واتهمت سلطات غزة الطرف الاسرائيلي بإطلاق النار على المدنيين. وأكد جيش الاحتلال أن العسكريين الاسرائيليين أطلقوا النار على بعض الأشخاص الذين قربوا من دبابتهم حماية لحياتهم. وتنص نتائج التحقيق على أن نحو 12 ألف فلسطيني احتشدوا في مكان وصول الشاحنات الأممية ذلك اليوم. وبسبب الاحتشاد وقع بعض الأشخاص تحت عجلات الشاحنات. وتم إطلاق النار من قبل الاسرائيليين بعد تنفيذ عدة طلقات التحذير. وأشارت قوات الاحتلال إلى أن التحقيق لم ينته بعد ومن المتوقع أن تواصله لجنة دولية مستقلة. وأضاف الجيش الاسرائيلي في بيانه أنه مستعد لمواصلة العمل على خفض عواقب الحرب الانسانية في المنطقة.
لكن موقف موظفي المنظمات الانسانية ليس آمنا في غزة. وأكد الطرف الاسرائيلي أنه قبض على احد موظفي منظمة أطباء بلا حدود. وأضاف أنه تم اعتقاله في الخامس عشر من فبراير الماضي خلال محاولة ترك مبنى مجمع ناصر في مدينة خان يونس. وتعبر المنظمة عن قلقها بسبب مصير هذا الشخص الذي لم يتم اعلان اسمه. وتدعو إلى ضمان الوصول اليه وسلامته. وفي الشهر الماضي اجرى جيش الاحتلال عدة عمليات ضد الخدمات الطبية التي اتهمها بمساعدة مقاتلي حماس جنوب القطاع وبينها مجمع ناصر.
في نفس الوقت اعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي إلى جانب الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة يخطط فتح ممر إنساني بحري لتقديم المساعدات إلى غزة. ومن المتوقع أن تشارك قبرص في هذه العملية. وأضافت فون دير لاين أن الأوضاع الانسانية في القطاع كارثية ومن المتوقع أن يبدأ الممر عمله يوم الاحد المقبل. لكنه من المهم أن قلق الدول الغربية بسبب الوضع الصحي والغذائي الكارثي في غزة لا يمنعها من تقديم المساعدة العسكرية والمالية لإسرائيل.
