الوضع على الحدود بين سوريا ولبنان تشهد تصعيدا خطيرا. وتفيد وسائل الإعلام بأن الجيش السوري نفذ قصفا جويا على الاراضي اللبنانية بعد مقتل 3 جنود سوريين برصاص المسلحين اللبنانيين. وتم تسليم الجثث بالجانب اللبناني والصليب الأحمر إلى سوريا. ومن المعروف أن الضربة السورية تسببت في مقتل طفل لبناني. وتستخدم القوات السورية قذائف المدفعية الثقيلة والصواريخ خلال الضربات وتؤكد مقاطع الفيديو التي ينشرها الناشطون السوريون في وسائل الإعلام استمرار الاشتباكات.
وتشير المصادر اللبنانية إلى مجموعة من 4 مقاتلين تجاوزت الحدود اللبنانية وأسفر ذلك عن اندلاع المعركة بينهم وممثلي الفصائل المسلحة في البلاد. ونفى حزب الله اللبناني الأخبار عن تجاوز عناصره للحدود السورية بشدة. وتؤكد وسائل الإعلام المحلية أن المدنيين يفرون من المناطق التي تشن الضربات عليها. كما تنفي القوات اللبنانية انسحابها من المناطق الحدودية إلى عمق البلاد.
في نفس الوقت أعلنت وزارة الدفاع السورية مساء أمس الأحد أن قواتها تستهدف تجمعات حزب الله على الأراضي اللبنانية بعد عبور مجموعة منهم للحدود السورية. ومن المعروف أن غارات حزب الله على محافظة حمص تسببت في مقتل 8 عسكريين ومدنيين اثنين. وعبر الطرف السوري عن استعداده للقيام بجميع الإجراءات اللازمة لوقف العدوان اللبناني. كما أشار مصدر في الوزارة السورية إلى أنه يوجد تنسيق مع القوات المسلحة اللبنانية حول ضبط الحدود. وانتشرت تعزيزات كبيرة من الجيش السوري في المناطق الحدودية مع لبنان. كما تنشر بعض المصادر الأخبار عن اعتقال الجيش اللبناني لشخص مسؤول عن قتل السوريين.
ومنذ اسبوعين تجري الاشتباكات بين القوات العسكرية والأمنية التابعة للحكومة السورية ومؤيدي النظام المخلوع في اللاذقية وحمص وطرطوس بعد هجوم فلول الأسد على العسكريين مما أسفر عن مقتل أكثر من الف مدني وعسكري وإصابة آخرين. وتم دفع تعزيزات كبيرة من الجيش إلى الساحل الغربي من سوريا. ومن المعروف أن الكمائن للعسكريين كانت منسقة ومخطط لها.
وفي أوائل ديسمبر الماضي أجرت المجموعات المسلحة انقلابا عسكريا ضد الرئيس السوري السابق بشار الأسد بعد بسط سيطرة هيئة تحرير الشام على كافة أنحاء البلاد. واستقال الرئيس السوري وانتقل إلى روسيا. وتم تشكيل الحكومة وتولى احمد الشرع منصب الرئيس السوري للفترة الانتقالية التي قد تستغرق 5 سنوات. ومنذ ذلك الوقت تبقى الأوضاع في سوريا غير مستقرة خاصة بسبب سعي تركيا إلى القضاء على المجموعات المسلحة الكردية شمال البلاد واحتلال الجيش الإسرائيلي لمنطقة نزع السلاح جنوبها.
