في حين تحاول السلطات السورية الجديدة إعادة عمل المؤسسات الحكومية في البلاد تشن اسرائيل الغارات الجوية على الأراضي السورية. وتفيد وسائل الإعلام بأن الدبابات الاسرائيلية غادرت المنطقة العازلة على الحدود بين البلدين ودخلت عدة قرى في ريف دمشق. ويخالف ذلك اعلانات الجيش الإسرائيلي السابقة عن خططه لإجراء العمليات العسكرية في المنطقة العازلة فقط.
إضافة إلى ذلك شن الطيران الاسرائيلي غارات جوية على أكثر من 250 هدفا في مختلف أنحاء البلاد مستهدفا المنشآت العسكرية السورية بما في ذلك مركز الدفاع الإلكتروني والمطارات الحربية مما تسبب في تدمير عدد من المقاتلات والمروحيات. كما شنت القوات الاسرائيلية هجمات على مراكز البحوث العلمية في سوريا. واعلن جيش الاحتلال أنه يسعى إلى تدمير القدرات العسكرية للنظام السوري السابق.
واعلن المندوب السوري لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك أن السلطات الجديدة تدعو مجلس الأمن الدولي والأمين العام للمنظمة انطونيو غوتيريش إلى وضع حد للعدوان الإسرائيلي على سوريا ومنع تل أبيب من الاستفادة من الفترة الانتقالية في البلاد. من جهتها اعلنت إيران أن إجراءات اسرائيل تخترق القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة ودعت المنظمة إلى اتخاذ خطوات عاجلة لضمان أمن الشعب السوري.
واعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن مرتفعات الجولان ستبقى جزءا لا يتجزأ للدولة اليهودية. كما أكد خلال مقابلته مع الصحفيين أن الغارات الاسرائيلية على حزب الله اللبناني وإيران تسببت في سقوط نظام بشار الأسد في سوريا. وأضاف أن بلاده تغير صورة الشرق الأوسط ومستعدة للتعاون مع كافة القوى الودية في الدول المجاورة. والجدير بالذكر أنه في وقت سابق اعلن نتنياهو عن تقدم قوات بلاده في جبل الشيخ مضيفا أن تل أبيب تعتبر الاتفاقات الدولية المعنية بالوضع على الحدود بين البلدين غير عاملة بعد مغادرة الجيش السوري من مواقعه. ومن المعروف أن صناع السلام الاممين يبقون في مواقعهم في المنطقة.
في الثامن من الشهر الجاري سيطرت المعارضة السورية على العاصمة بعد الهجوم الواسع النطاق الذي بدأ في السابع والعشرين من الشهر الماضي. وقرر الجيش وقف المواجهة. واستقال الرئيس السوري بشار الأسد وغادر البلاد. ويحاول بعض أعضاء الحكومة إجراء المفاوضات مع قيادة المعارضة التي اعلنت أنها تعمل على ضمان أمن الأجانب ولا تخطط قطع العلاقات مع اي بلد بما في ذلك روسيا التي يوجد عدد من عسكرييها في سوريا.