ان النزاع المسلح في السودان يدور لاكثر من اربعة أشهر. وفي الخامس من سبتمبر الجاري اعادت مصر رحلاتها الجوية الى السودان. وتم استقبال الرحلة الأولى استقبالا رسميا.
فان منذ زمن تم نقل جميع السفارات والمؤسسات الحكومية الى مدينة بورتسودان حيث هبطت الطائرة المصرية من الخرطوم التي منذ اندلاع المواجهة تشهد المعارك العنيفة بين الجيش والدعم السريع.
ولا تقتصر الاتصالات السودانية مع الخارج على اعادة الاتصال الجوي مع مصر. فان رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وهو قائد الجيش السوداني عاد يوم الثلاثاء من عاصمة جنوب السودان جوبا حيث التقى رئيس البلد سلفاكير ميارديت. وبحث الرئيسان في الجهود التي تبذلها دولة جنوب السودان من أجل ايجاد حل للأزمة في البلد.
وفي ال29 من أغسطس الماضي قام البرهان بزيارة مصر والتقى هناك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وناقشا الازمة في السودان وتاثيرها على الدول المجاورة لها.
من جهته اعلن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي في تسجيل صوتي له على موقع رسمي لقوات الدعم السريع في الشبكة الاجتماعية اكس المعروفة سابقا بتويتر انه التقى البرهان قبل اندلاع المواجهة بين الطرفين واجرى المباحثات معه. واعلن دقلو في الفيديو الذي يمتد ل20 دقيقة تقريبا ان قائد الجيش السوداني بادر الحرب من اجل اعادة السلطة الى النظام السياسي السابق. واتهم البرهان بتنفيذ جرائم الحرب كما اظهر وجهة نظره تجاه النزاع في السودان.
ان المواجهة المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بدات في الخامس عشر من ابريل الماضي. ومنذ ذلك الوقت ادت الى مقتل عدة الاف شخص وإصابة كثيرين آخرين. واجبرت المعارك التي تجري في جميع أنحاء البلاد اكثر من اربعة ملايين شخص الى النزوح من منازلهم. ويعاني الشعب السوداني من الامراض والجروح التي لا يمكن علاجها جراء خروج كافة المستشفيات تقريبا من الخدمة. ويكشف المسح الذي اجرته منظمات محلية ودولية في مخيمات النازحين عن ان هؤلاء الأشخاص الذين اضطروا الى ترك ديارهم بسبب القتال الدائر لا يتلقون اي مساعدة انسانية. وتتسبب الامراض المختلفة في وفيات بين الاطفال وكبار السن. وتوكد التقارير الكثيرة ان النازحين السودانيين في الدول التي فروا اليها يواجهون كارثة إنسانية حقيقية.
