ان هجوم قوات الاحتلال على مجمع الشفاء في مدينة غزة يستمر. وأصدر الجيش الإسرائيلي بيانا ينص على أن العسكريين الاسرائيليين اعتقلوا أكثر من 500 شخص وصفوهم بالإرهابيين التابعين لحماس والجهاد الإسلامي. وأضاف البيان أن المعارك في المجمع لا تزال جارية في قسم الطوارئ. واعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيقتل جميع “المخربين” فيه إذا لم يستسلموا.
من جانبها اعلنت منظمة الصحة العالمية أنها لا يمكن أن تتصل بالاطباء الذين يعملون في المستشفى. وأكد مدير المنظمة الدكتور تيدروس غيبريسوس أن هذه الأحداث أجبرتها على الغاء البعثة التي كان من المتوقع إرسالها إلى المنطقة. كما اعلنت المنظمة أن لديها المعلومات عن اعتقال بعض الأطباء داخل المجمع. وأشارت إلى أن هذه الأوضاع تتسبب في وقف عمل المستشفى وتقديم الخدمات الطبية اللازمة لسكان المنطقة. وشدد غيبريسوس على أن المنشآت الصحية ليست مكانا لاجراء المعارك.
ونفى ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس ادعاء إسرائيل عن اعتقال قوات الاحتلال لعدد من القادة للحركة خلال المواجهة داخل الشفاء. وأضاف أنه توجد بين الصور التي عرضتها القوات الاسرائيلية للمعتقلين صور الأشخاص الذين غادروا القطاع منذ زمن والشهداء والأطباء. واتهمت الحركة الفلسطينية الطرف الإسرائيلي باجراء حرب نفسية ومعنوية ضد المقاومة في قطاع غزة.
وبدا هذا الاقتحام على المجمع في الثامن عشر من مارس الجاري وأصبح ثانيا منذ اندلاع الحرب على غزة في السابع من أكتوبر الماضي. وتقوم قوات الاحتلال بتلك الاقتحامات بناء على المعلومات التي وصفتها بالثابتة عن وجود مقاتلي حماس داخله وانفاق الحركة تحته. وطرد العسكريون الاسرائيليون المرضى إلى جانب النساء والأطفال الذين استخدموا المستشفى كملجا منه. ويشير الطرف الفلسطيني إلى أنه من المستحيل إجلاء بعض المرضى وكبار السن من المنطقة. ومن المعروف أن حتى الان الهجوم الاسرائيلي على المجمع أدى إلى مقتل عشرات المدنيين ومعظمهم نساء وأطفال. وبذلك يقترب عدد القتلى بين الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة من 32 الف شخص في حين يبلغ عدد المصابين أكثر من 74 ألف شخص وفقا لتقارير وزارة الصحة في غزة. ومن الممكن الافتراض أن هذا العدد سيزداد في أقرب وقت.