ان الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة خاصة على خلفية انتشار شلل الأطفال لا يمكن أن تدفع السلطات الاسرائيلية إلى عقد وقف إطلاق النار المؤقت مع حركة المقاومة الإسلامية. وتفيد وسائل الإعلام بأن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفى التوصل إلى الهدنة من أجل تقديم اللقاحات لأطفال غزة.
وأشار إلى أن اسرائيل توافق على تخصيص بعض المناطق في القطاع لإجراء التلقيح بدلا من وقف المعارك بشكل كامل. والجدير بالذكر أن وسائل الإعلام الاسرائيلية اعلنت في وقت سابق أن تل أبيب مستعدة لعقد الهدنة لتقديم اللقاحات إلى المنطقة وشددت على أن هذه الهدنة المحتملة ليس لديها ربط بالمفاوضات التي تجري بين الطرفين من أجل إنهاء الحرب في قطاع غزة.
واعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أنه من المتوقع أن تبدأ حملة تلقيح الأطفال الفلسطينيين في الحادي والثلاثين من أغسطس الجاري وتم إيصال اللقاحات إلى المنطقة. لكن دعوات منظمة الصحة العالمية واليونيسيف والأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش إلى وقف القتال للقضاء على الوباء في غزة لم تتلق موافقة الطرفين وخاصة الحكومة الاسرائيلية.
وتواصل قوات الاحتلال تنفيذ القصف الجوي على الأراضي الفلسطينية. وتؤكد المصادر مقتل شخصين وإصابة آخرين جراء الضربات الاسرائيلية على المناطق المختلفة من القطاع فجر اليوم. ومن المعروف أن الهجمات المكثفة استهدفت غزة ودير البلح وخان يونس إلى جانب مخيم النصيرات.
وحتى المواطنين الاسرائيليين لا يدعمون سياسة الحكومة تجاه صفقة تبادل الأسرى. وتفيد وسائل الإعلام بأن أهالي الأسرى الإسرائيليين الذين قبضت عليهم حماس في السابع من أكتوبر الماضي اقتحموا السياج على الحدود بين قطاع غزة واسرائيل ودخلوا الأراضي الفلسطينية. وجاء ذلك خلال مسيرة أقارب المحتجزين الذين اعلنوا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يحب أن يختار بين عقد الصفقة وجثثهم. وحاولت الشرطة إيقاف المتظاهرين لكن دون جدوى.
في نفس الوقت يتسع عدوان الاحتلال على موظفي المنظمات الدولية. واعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن العسكريين الاسرائيليين أطلقوا النار على سيارة الأمم المتحدة رغم أنها كانت تحمل كافة رموز المنظمة. وأضاف أنه تم استهداف المركبة عشر مرات. وقام جيش الاحتلال بتنسيق سير موظفي الأمم المتحدة.