ان اسرائيل تصر على سعيها إلى إطلاق العملية العسكرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. لكن الضغط الدولي يجبر تل أبيب على اتخاذ خطوات معينة لضمان أمن المدنيين في المنطقة. لذلك تفيد وسائل الإعلام بأن الجيش الإسرائيلي اقترح خطة إجلاء المدنيين من مدينة رفح. ولم يتم اعلان اي تفاصيل لكنه من المعروف أن قوات الاحتلال قدمت أيضا بخطة حملة توزيع المساعدات الإنسانية لسكان المنطقة من أجل منع انتشار أعمال النهب.
ومن جانبه أكد بنيامين نتنياهو أن تل أبيب قد تؤجل العملية العسكرية في رفح إذا وصلت إلى اتفاق بشأن المحتجزين مع حماس. وشدد على أنه سيتم تنفيذ هذه العملية في اي حال. وكرر أن بلاده لا يمكن أن ينتصر في هذه المواجهة دون اجراء الهجوم على مواقف مقاتلي حماس في رفح.
وبنتائج المفاوضات التي جرت في الثالث والعشرين من فبراير الجاري في مدينة باريس بين ممثلي اسرائيل وحماس إلى جانب الوسطاء من قطر ومصر والولايات المتحدة عبر البيت الأبيض عن تفاؤله بشأن التفاهم بين الطرفين حول البنود الأساسية من الصفقة. وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك ساليفان خلال مؤتمر صحفي انه من الضروري إجراء محادثات غير مباشرة بين حماس والوسطاء من قطر ومصر الان.
ولا تزال الأطراف المختلفة تناقش الوثيقة التي قدم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الجمعة. وحتى وسائل الإعلام الاسرائيلية تصفها بقائمة الشروط غير القابلة للتطبيق. وتضيف أن هذه التصريحات لا تستحق مراجعة جادة. وتشير المقالة إلى أنه من المستحيل الوصول إلى اتفاق بين الطرفين وفقا لهذه المطالب.
أما الأوضاع الانسانية في غزة فاعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن أعضاء الوفد الأممي الذين زاروا مستشفى الأمل في مدينة خان يونس أكدوا حالة الطوارئ التي يبقى فيه جراء هجمات جيش الاحتلال. ومن المعروف أن الجيش الاسرائيلي يقوم بتنفيذ الهجمات المستمرة على المستشفى وحصارها خلال 34 يوما. ويشير البيان إلى أن المستشفى يعاني من نقص الأدوية الشديد أيضا.
ورغم مواصلة عملية المفاوضات أفادت وسائل الإعلام العربية بأن جيش الاحتلال نفذ هجوما جويا على المدنيين الذين كانوا ينتظرون وصول المساعدات الإنسانية غرب مدينة غزة مساء يوم الأحد. وأضافت أن الضربة أسفرت عن مقتل 10 أشخاص على الأقل وإصابة 15 آخرين تم نقلهم إلى المستشفى. واعلنت وزارة الصحة في غزة أن عدد القتلى جراء العدوان الإسرائيلي تجاوز 29 ألف شخص في حين يبلغ عدد المصابين أكثر من 70 ألف فلسطيني.
