ان الصراع بين إسرائيل وحماس يشهد تصعيد التوتر مع مرور الوقت. وفي الحادي عشر من ديسمبر الجاري نقلت وسائل الإعلام عن مجموعة الجهاد الإسلامي الفلسطينية انها كبدت خسائر بشرية على الجيش الإسرائيلي. واضافت المجموعة أن هجومها ادى إلى مقتل اثني عشر جنديا اسرائيليا على الأقل.
واعلنت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان أن النزاع الدائر في غزة يمكن أن يتسع إلى الاراضي اللبنانية. ورغم التحذيرات الدولية يواصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ الضربات الجوية على مواقع حزب الله الذي يقوم بالقصف الجوي على الاراضي الاسرائيلية.
وحتى الان لم يتخذ مجلس الأمن الدولي قرارا حول الاجراءات التي يجب ان تنهي الصراع بين اسرائيل وحماس. ومن المعروف ان المجلس يستأنف عمله في الثاني عشر من الشهر الجاري بعد ان استخدمت الولايات المتحدة يوم الجمعة حق الفيتو ضد مشروع القرار الذي قدمته الإمارات بمساعدة روسيا والصين. ويطلب بوقف إطلاق النار فورا مما يتسبب في رفض واشنطن التي اعلنت من قبل ان هذه الخطوة ستضر مصالح اسرائيل.
في نفس الوقت تفيد وسائل الإعلام الغربية بأن سلطات بريطانيا وفرنسا والمالية وجهت رسالة رسمية إلى الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل تطلب فيه منه بفرض العقوبات الاضافية على افراد حركة حماس ومؤيديها. وشددت الدول الثلاث على أن هذه الاجراءات ستصبح رمزا لادانة الاتحاد الأوروبي لسياسة حماس ودعمه لإسرائيل. كما تضيف وسائل الإعلام الغربية أن الولايات المتحدة تدفع الحكومة الإسرائيلية إلى انهاء القتال في غزة قبل بداية العام المقبل.
اما الأوضاع الانسانية في المنطقة فتثير قلق الجميع حول العالم. وفي الحادي عشر من ديسمبر الجاري افادت وسائل الإعلام بأن الاجراءات الاسرائيلية في قطاع غزة يمكن ان تتسبب في موجة النازحين الواسعة التي تؤدي إلى انهيار عمل معبر رفح على الحدود المصرية. وفي وقت سابق اكدت وكالة الامم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أن الامر الثاني عن الاجلاء الإجباري للمدنيين من مناطق المواجهة إلى الجنوب يثير خوف سكان غزة. وتؤثر المعلومات التي تنشرها وسائل الإعلام عن تكثيف القصف الجوي للمناطق الجنوبية من قطاع غزة في قلق الكثيرين.
ان المواجهة بين الجيش الاسرائيلي وحركة حماس اندلعت في السابع من اكتوبر الماضي بعد هجوم مقاتلي الحركة على المدن الاسرائيلية والقبض على المحتجزين. وبعد اطلاق الصواريخ تجاه اسرائيل اعلنت حماس انها تجري عملية طوفان الاقصى. وردت تل أبيب باطلاق عملية السيوف الحديدية. وبعد عدة اسابيع وحصار الجيش الإسرائيلي لمدينة غزة التي تعاني من نقص الغذاء والماء والكهرباء والوقود بدات اسرائيل العملية العسكرية الارضية في قطاع غزة. وليست المساعدات الإنسانية المقدمة بالأطراف الدولية كافية لحل هذه القضية الهائلة. وحتى الان ادت المواجهة إلى مقتل اكثر من 17 ألف عربيا ومعظمهم أطفال ونساء. ويبلغ عدد المصابين 35 ألف شخص في حين يقترب عدد المفقودين إلى حوالي 4000 شخص. اما الطرف الاسرائيلي فيبلغ عدد القتلى 1.4 شخص في حين تجاوز عدد الجرحى 5000 شخص.