ان الأوضاع حول قطاع غزة تبقى غير مستقرة. وتفيد وسائل الإعلام بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتهم حركة المقاومة الإسلامية باختراق الهدنة التي تم عقدها مساء أمس. وأشار مكتب نتنياهو إلى أن حماس ترفض الاتفاقات التي تم الوصول إليها وتشكل بذلك أزمة في اللحظة الأخيرة.
وتصر تل أبيب على تأكيد الحركة الفلسطينية والوساطة بانه لم يتم رفض الاتفاق بالطرف الفلسطيني. وأضاف نتنياهو أن الحكومة الإسرائيلية لن تجتمع لإبرام الاتفاق قبل ذلك وأصبح هذا الموقف الاسرائيلي شرطا جديدا وضعتها تل أبيب أمام عقد الصفقة. وتنفي الحركة الفلسطينية جميع هذه الاتهامات جملة وتفصيلا مؤكدة التزامها بالاتفاق.
والجدير بالذكر أن بعض الساسة الاسرائيليين وبينهم وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير ووزير المالية بتسائيل سموتريتش يعارضون الصفقة مع حماس ويدعون إلى مواصلة القتال. كما من المعروف أن عشرات من النشطاء اليمنيين أجروا اليوم تظاهرة للتعبير عن عدم موافقتهم على الصفقة التي يصفونها بالكارثية ويعلنون أن عقدها استسلام اسرائيلي واغلقوا الدخول إلى القدس المحتلة. وتفيد المصادر بأن أعضاء الأحزاب المعارضة مستعدون للانسحاب عن الحكومة لوقف عملية إبرام الصفقة.
من جانبه أعلن الحرس الثوري الإيراني أنه من الضروري الحفاظ على القدرات العسكرية الفلسطينية في قطاع غزة لان اسرائيل يمكن أن تخترق الهدنة.
ومساء اليوم الخامس عشر من يناير أكدت وسائل الإعلام نقلا عن الوساطة أن طرفي النزاع في قطاع غزة وصلا إلى صفقة تبادل الأسرى واتفاق وقف إطلاق النار الذي من المتوقع أن يستمر 42 يوما وستفرج حماس عن 33 محتجزا اسرائيليا خلاله في حين ستطلق الدولة اليهودية سراح أكثر من مئة سجين فلسطيني. وينص الاتفاق على ضرورة انسحاب القوات الاسرائيلية من المناطق الشرقية لغزة وإعادة النازحين الفلسطينيين إلى منازلهم شمال القطاع فضلا عن إدخال المساعدات الإنسانية بما في ذلك الوقود والأدوية والغذاء إلى الأراضي الفلسطينية. ومن المتوقع أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ في التاسع عشر من الشهر الجاري لينهي الحرب التي تدور لأكثر من 15 شهرا وتسببت في مقتل 46 الف فلسطيني وإصابة أكثر من 110 الف آخرين. وعلى خلفية الأخبار عن عدم استعداد اسرائيل للانسحاب من الأراضي الفلسطينية تثير جميع هذه الأحداث قلق الكثيرين.
