ان الاوضاع الانسانية في السودان تبدو غير مناسبة لحياة الانسان منذ بداية المواجهة المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف ابريل الماضي. لكن المعارك الدائرة بين الطرفين تتسبب في اسقاط الضحايا بين المدنيين كل يوم تقريبا. ومساء اليوم الرابع من أكتوبر الجاري أعلن المتحدث باسم الجيش السوداني نبيل عبد الله ان 9 مدنيين قتلوا و15 اخرين اصيبوا خلال القصف الجوي الذي شنته قوات الدعم السريع في العاصمة السودانية.
واضاف ممثل الجيش ان الدعم السريع قصفت المركز الصحي الملحق باحد المساجد في مدينة بحري. ويضيف سكان المنطقة انه من الممكن سماع دوي الانفجارات المتتالية.
وتستمر المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة الخرطوم. ويشن الجيش باستخدام الاسلحة الثقيلة والخفيفة والطيران الحربي قصفا جويا على مواقع الدعم السريع التي تحاول ان تقبض على القيادة العامة منذ زمن. ويقول شهود عيان إن الضربات الجوية ادت الى تكاثف الدخان في سماء المدينة.
وتجري المعارك في المدن السودانية الاخرى. في تفيد وسائل الإعلام بأن الطيران الحربي التابع للجيش نفذ الضربات الجوية على مواقع الدعم السريع في شمال ولاية كردفان. ومن المعروف ان منذ اندلاع النزاع في البلد تسيطر الدعم السريع على هذه المنطقة وتجري المعارك مع قوات الجيش. ويناسب هذا الوضع الاشتباكات بين الطرفين في ولاية دارفور.
وتحاول الدول المختلفة أن تغير الاوضاع في السودان. وفي يوم الاربعاء اقترحت الدول الغربية الاربع وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا والنرويج لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تشكيل فريق من الخبراء لرصد الانتهاكات الحقوقية في البلاد وابلاغ المجتمع الدولي عنها. وحدث ذلك على خلفية الاخبار عن ارتفاع عدد اعمال العنف ضد النساء والأطفال واللاجئين وجرائم الحرب الاخرى.
ورغم ان الطرفين يعلنان التزامهما بعملية المباحثات وسعيهما لوقف إطلاق النار من أجل حماية المدنيين تاتي هذه المواجهة بكوارث جديدة للشعب السوداني باستمرار. ولا تبدو الاشتباكات على بوابة الانتهاء لان عنف القتال يزداد بمرور الزمن. ومن المعروف أن النزاع تسبب في التداعيات الهائلة للشعب السوداني بينها ارتفاع عدد الجرائم وخاصة الجرائم المرتبطة بتجارة المخدرات.
