اجتياح رفح

ان العملية العسكرية الاسرائيلية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة قد تبدأ في أقرب وقت. وفي الحادي والثلاثين من مارس الماضي اعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الحكومة وافقت على خطة اجراء الاقتحام على المدينة.

كما أكد نتنياهو أن تلك الاجراءات تطلب وقتا معينا لكن اسرائيل تصر على أنه لا نصر دونها. وأضاف أن العسكريين الاسرائيليين يعدون خطة إجلاء المدنيين من المنطقة قبل إطلاق العملية العسكرية. كما شدد على أن الضغط الدولي او استمرار شهر رمضان المبارك لن يمنعا اسرائيل من تنفيذ الهجوم. وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أن هذه الخطوة ضرورية لإفراج المحتجزين الذين قبضت عليهم حماس خلال هجومها على اسرائيل. كما اعلن أن بلاده تعبر عن مرونة معينة خلال عملية التفاوض واتهم “ارهابيي حماس” بتشديد مطالبهم مما يعقد عملية المفاوضات وفق تعبيره.

ومنذ زمن اعلنت تل أبيب أنها تخطط اجراء عملية عسكرية في رفح للقضاء الكامل على كتائب حماس الموجودة فيها. وتسبب هذا القرار الاسرائيلي في الإدانة الدولية الشديدة تجاه تل أبيب لان المدينة مكتظة بالنازحين اذ اتجه أكثر من مليون مدني إليها بعد بداية الاقتحام الاسرائيلي على الأراضي الفلسطينية. لكن السلطات الاسرائيلية تصر على ضرورة اجراء هذا الهجوم لإكمال جميع أهدافها في غزة رغم إمكانية سقوط ضحايا كثيرين إزاء هذا الاقتحام.

ورغم كافة تصريحات الساسة الاسرائيليين تفيد وسائل الإعلام بأن واشنطن وتل أبيب قد تجريان المباحثات عبر الإنترنت لمناقشة البدائل التي تقترحها الإدارة الأميركية لخطة اجتياح رفح الاسرائيلية. ومن المتوقع أن يجري هذا اللقاء يوم الاثنين. وتضيف وسائل الإعلام نقلا عن مسؤولين اسرائيليين أن هذه المحادثات تقدم لنتنياهو فرصة للتعرف على موقف الولايات المتحدة بالنسبة لعدوان الاحتلال في جنوب غزة في ظل رفض تل أبيب لإرسال وفد اسرائيلي إلى واشنطن رغم الخطط السابقة بسبب غضب السلطات الاسرائيلية لعدم استخدام واشنطن لحق النقض خلال تصويت مجلس الأمن الدولي على مشروع القرار الذي ينص على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة بشكل فوري. وتضيف نفس المصادر أن اللقاء الثاني بشكل شخصي قد يجري الأسبوع المقبل.

والجدير بالذكر أن العلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل تبقى قوية حتى على خلفية التناقضات الكثيرة. وأعلنت وسائل الإعلام أن عضو الكونغرس الأمريكي تيم وولبرغ اقترح معالجة الاوضاع في قطاع غزة مثل مدينتي هيروشيما وناغاساكي اي اسقاط قنبلة نووية عليه. ويصر السياسي الاميركي على ضرورة تمدير نحو 80-100 بالمئة من الأراضي الروسية أيضا لوقف إنفاق الأموال الاميركية على الجيش الاوكراني. وتسببت هذه التصريحات في موجة النقد الشديد بين المواطنين والساسة في الولايات المتحدة.