ان النزاع الاوكراني الذي بدا في الرابع والعشرين من فبراير الماضي يهم العالم كله. وتحاول الدول الكثيرة ان تجد حل سياسي لها. وتشارك الدول العربية في هذه العملية ايضا. وفي الخامس والسادس من أغسطس الجاري استضافت مدينة جدة السعودية اجتماعا دوليا يسعى الى وقف إطلاق النار في اوكرانيا. وشاركت في هذه الجلسة ممثلو اثنتين واربعين دولة. شارك وفد الامم المتحدة في عملية المباحثات ايضا. ومن المهم انه لم يتم دعوة روسيا الى المشاركة في الاجتماع.
اصبح حضور الوفد الصيني حدثا بارزا للاجتماع لان بكين لم تعبر عن نيتها للمشاركة في الجلسة السابقة التي جرت في يونيو الماضي في كوبنهاغن. وشدد مشاركو الاجتماع على ان السعودية ضمنت حضور الوفد الصيني ووفود دول الجنوب العالمي. والجدير بالذكر أن الرياض تحاول أن تبقى محايدة في هذا النزاع.
وكان من المقرر ان تناقش الدول التي شاركت في الاجتماع “صيغة السلام” وهي خطة التسوية في اوكرانيا التي اقترحها الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي. وخططت الولايات المتحدة والدول الغربية اقناع البلدان الأخرى في اهمية متابعة هذه الخطة. ومن المعروف ان “صيغة السلام” تتكون من عشرة بنود تتركز على المجال الغذائي والنووي. وتشير الى ضرورة الالتزام بمبدا الوحدة الوطنية الاوكرانية على اساس ميثاق الأمم المتحدة. ويصر الرئيس زيلينسكي في خطته على انسحاب القوات المسلحة الروسية من الاراضي الاوكرانية.
اما الجانب الروسي فاعلن المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف عدة مرات ان موسكو لا تقبل خطة زيلينسكي التي تعارض لجميع اهداف العملية العسكرية الخاصة. وقررت الرياض انها ستخبر روسيا عن نتائج المباحثات في جدة.
ورغم التعبير عن السعي المشترك الى انهاء الصراع لن يتم توقيع اتفاق ينص على المسار العام الى تحقيق ذلك. اعلنت وسائل الإعلام ان الدول التي شاركت في الاجتماع وافقت على مواصلة العمل على تشكيل وجهة نظر موحدة تجاه مسار تحقيق السلام.
ان المبادرة المتجهة الى وقف الصراع الدائر في اوكرانيا ستعزز الوضع الاقتصادي ليس في روسيا واوكرانيا فقط بل في كافة القارة الاوروبية وفي العالم كله. لكن عدم وجود وجهة نظر واحدة تجاه نهاية مقبولة لهذه المواجهة لا يسامح الاطراف الدولية ان تساهم في اقترابها في الواقع. ربما حضور ممثلي روسيا قد يساعد في تسريع هذه العملية لكن بعض الاطراف ليس تعبانا من تداعيات النزاع الهائلة.
