ان الأوضاع الإنسانية في السودان تبقى على المستوى الكارثي منذ بداية الحرب. وتفيد وسائل الإعلام بأن ثلاثة أطفال دون سن العامين ماتوا بسبب سوء التغذية في حين تؤكد المصادر المحلية ازدياد عدد الأطفال الذين يعانون من الأمراض التي تسبب فيها سوء التغذية.
وأشارت غرفة طوارئ جنوب الحزام بالخرطوم إلى أن هذه المرض تعرض الأطفال خصوصا الصغار للعديد من المخاطر التي تهدد حياتهم.
في نفس الوقت أكدت المصادر نقلا عن وزارة المالية السودانية أن البنك الدولي وافق على تقديم 435 مليون دولار للسودان لتمويل مشروعات حيوية تتناول الماء والصحة والتعليم والإنتاج الزراعي. ومن المعروف أن بعض هذه المشروعات تشمل التعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية. وتضيف المصارد السودانية أن جميع هذه الإجراءات تهدف إلى ضمان استقرار الأوضاع الأمنية في البلاد.
كما تفيد المصادر بأن البلاد لا تزال تواجه موسم الأمطار الغزيرة التي تضرب الأجزاء المختلفة منها. وحتى الآن تسببت في مقتل وإصابة عشرات المواطنين إلى جانب تدمير الاف من المنازل مما زاد عدد النازحين في السودان.
ورغم جميع هذه الكوارث تؤكد وسائل الإعلام المحلية أن السودان من المتوقع أن يشهد حصاد 300 ألف فدان من الذرة الشهر الجاري. وهذا عدد قياسي وقد يوفر الغذاء لحوالي 8 ملايين شخص. ومن الممكن القول إن البلاد قد تواجه تداعيات الحرب بشكل ثابت بعد وقف إطلاق النار.
واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخامس عشر من أبريل عام 2023. ومنذ ذلك الحين تجري المعارك بين الطرفين في جميع أنحاء البلاد. ويعاني السودان خلال عام ونصف من نقص الأغذية والماء والكهرباء والاتصال الهاتفي. وتسببت المعارك بين الطرفين في تدمير معظم المرافق الصحية في البلاد مما أسفر عن انتشار عدة أوبئة وعلى رأسها الكوليرا. كما أشارت التقارير الأممية في وقت سابق إلى أن 97 بالمئة من سكان البلاد يواجهون الجوع واتهمت طرفي النزاع باستخدام التوجيع كسلاح ضد 25 مليون شخص. كما أدت المواجهة إلى نزوح أكثر من 11.3 مليون سوداني من منازلهم وتجاوز نحو 3 ملايين منهم الحدود السودانية إلى الدول المجاورة. ويبدو أن الوضع في السودان يصبح أكثر تدهورا كل يوم.