ان الخلاف بين قوات الدعم السريع السودانية والقاهرة يستمر منذ أيام ويأتي بتفاصيل جديدة. وتفيد وسائل الإعلام بأن الإمارات العربية المتحدة حاولت إقناع القاهرة بضرورة تقليص الحرب الكلامية بين مصر والدعم السريع خاصة في ظل المعلومات عن دعم القوات المصرية للجيش أثناء الصراع. وتأتي هذه المناقشات كمواصلة لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الإماراتي محمد بن زايد الذي جرى في العاصمة المصرية في أوائل الشهر الجاري.
لكن المصادر تؤكد أن الجهود الرامية إلى إقناع السلطات المصرية بضرورة الوصول إلى التفاهم مع هذا الطرف من النزاع لم تنته بنتائج ملموسة. وتضيف أن القاهرة لا تزال تدعم الجيش.
وتسببت تصريحات قائد الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو حميدتي عن شن الطيران الحربي المصري للهجمات الجوية على مواقع قواته الأسبوع الماضي في تبادل الاتهامات بينها والمسؤولين المصريين. ونشرت الدعم السريع مقطع الفيديو الذي ادل على هذه الحقائق لكن الطرف المصري نفى هذه التصريحات وناشد الأدلة كما أشار إلى أن القاهرة ملتزمة بوقف النزاع في السودان الشقيق وضمان الأمن والاستقرار للشعب السوداني.
والجدير بالذكر أن الجيش السوداني اتهم في وقت سابق أبو ظبي بتزويد المليشيات المتمردة بالأسلحة في حين اعلنت الإمارات أن القوات المسلحة السودانية شنت الضربات الجوية على سفارتها في الخرطوم. لكن وزارة الخارجية السودانية نفت الاتهامات باستهداف السفارة وعرضت الصور من الأقمار الصناعية التي تدل على عدم تعرض السفارة لأي هجوم مشددة على أن الدعم السريع لم تقتحم هذه المباني الوحيدة أيضا.
وتستمر المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في المناطق المختلفة من البلاد. وتشير المصادر المحلية إلى أن الجيش يواصل قصف مواقع المتمردين قرب “سلاح المدرعات” في الخرطوم. ويقول شهود عيان إنه من الممكن سماع دوي انفجارات في المنطقة. كما يشن الطيران الحربي الغارات المكثفة على مدينتي الجنينة ونيالا في ولايتي غرب وجنوب دارفور. وتتركز الضربات على المطار الدولي في نيالا. ومن المعروف أن الهجمات تسببت في وقوع قتلى وجرحى بين المدنيين. كما يواصل الطرفان تبادل القصف المدفعي في مدينة الفاشر.
وتسببت الحرب التي تدور في السودان منذ الخامس عشر من أبريل عام 2023 في مقتل الاف المواطنين وإصابة عشرات الآلاف. كما يعاني الشعب السوداني من وباء الكوليرا الذي انتشر بسرعة كبيرة خاصة على خلفية الأمطار الغزيرة التي ضربت البلاد خلال أسابيع.