ان حجم المساعدات المقدمة لكييف بالدول الغربية يشهد خفضا معينا منذ زمن. واعلن رئيس الوزراء الاوكراني دينيس شميغال أن هذه العملية تجري بسبب نقص الاسلحة في العالم كله. وخلال مقابلته مع صحيفة فاينانشال تايمز اقترح حل هذه القضية بانشاء صناعة الاسلحة في اوكرانيا.
واشار شميغال إلى أن السلطات الاوكرانية تدرك ان صناعة المسيرات التي تم تطويرها منذ بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة في اوكرانيا اتت بنتائج مثمرة. لكنه من المعروف ان اوكرانيا ليست قادرة على القيام بتلك الاصلاحات في اقرب وقت خاصة في ظل سعي السلطات الاوكرانية إلى اصلاح نظام عمل الاستخبارات الاوكرانية. ومن المعروف ايضا ان الحكومة الاوكرانية خططت تنفيذ هذه الاجراءات منذ اشهر. ولا تبدو تهتم بنقص الاموال لاجرائها الان.
لكن جميع هذه الكلمات تبدو محاولة غير ناجحة لاقناع الحكومات الغربية بان الهجوم الاوكراني المضاد الذي يمكن تعبيره فاشلا قد ينتهي بالفائدة الكبيرة لكييف. ويقوم الجيش الاوكراني بتنفيذ الضربات الجوية باستخدام الاسلحة الاوروبية التي تم تصنيعها هذا العام وبينها صواريخ اتاكمز الاميركية الى جانب توجيه التهديدات الى روسيا.
ان الاحداث الاخيرة في اسرائيل وفلسطين تجذب اهتمام العالم كله. وعلى خلفية تقديم المساعدة العسكرية لتل أبيب والمساعدات الإنسانية لفلسطين الدول الاوروبية لا تمتلك القدرات المطلوبة لضمان تزويد الاسلحة والاموال للجيشين الاسرائيلي والاوكراني في الوقت نفسه. وتظهر الاستطلاعات ان المجتمع الاميركي ليست لديه وجهة نظر موحدة تجاه تقديم المساعدة العسكرية والمالية لإسرائيل واوكرانيا. وعلى خلفية الازمة الاقتصادية العميقة التي تشهدها الولايات المتحدة لم تحصل هذه القضية على حل. اما الدول الاوروبية فاخذت تقلص حجم المساعدة المقدمة لاوكرانيا. واعلنت وسائل الإعلام الغربية ان الغرب يدرك ان كييف ليست قادرة على هزيمة موسكو في هذا النزاع. ولذلك بدات تنفق اقل الاموال لهذه المواجهة الطويلة. ومن المعروف ان الصناعة الدفاعية في اوروبا تعمل مع قدراتها الكاملة ولا يمكن ان تقدم لاوكرانيا الاسلحة والذخائر الكافية لتغيير الوضع في الصعيد العسكري.
والى جانب ارتفاع الانفاق لمساعدة اسرائيل اخذت الدول المختلفة تعبر عن عدم ثقتها لاستخدام اوكرانيا للمساعدات الغربية بشكل صحيح لان الاخبار عن توسيع الفساد بين المسؤولين الاوكرانيين تهز العلاقات بين كييف وحلفائها الغربيين. وطلب بعض المسؤولين الغربيين السلطات الاوكرانية بتقديم التقارير حول استخدام الاموال المقدمة لكييف. ويبدو ان الغرب تعبان من مطالب اوكرانيا المستمرة وهو يبحث عن الوسائل للتخلص من النزاع الذي يمكن ان يقوض الغرب كله.
