ان الرئيس الفرنسي ايمانوئل ماكرون اخذ يعبر عن دعمه الكامل لكييف منذ زمن على خلفية صمت واشنطن التي تعلن تأييدها لاوكرانيا لكنها تبقى غير قادرة على إقناع الكونغرس بضرورة تقديم المزيد من الأموال والأسلحة لهذا البلد. ولم يستبعد الرئيس الفرنسي إرسال قواته العسكرية إلى اوكرانيا للمشاركة في “عمليات على الأرض”. لكنه شدد على أنه لا يسعى إلى ذلك ولن يتخذ الخطوة الأولى على هذا النحو. وأضاف ماكرون أن إمكانية تنفيذ هذه الخطة تؤكد قوة فرنسا العسكرية.
وأضاف الرئيس الفرنسي خلال المؤتمر الصحفي أن بلاده يجب أن تكون مستعدة لجميع سيناريوهات النزاع في اوكرانيا. وقال إن كثيرا من الدول الغربية تتفق على تنفيذ نفس المسار تجاه الأوضاع في اوروبا الشرقية.
وتشير وسائل الإعلام نقلا عن مسؤولين فرنسيين والمانيين إلى أن باريس تسعى إلى ترؤس حملة الدعم لاوكرانيا بين الدول الغربية. كما تشرح تغيير موقف فرنسا بالتناقضات الداخلية أيضا. وتؤكد وسائل الإعلام أن الرئيس الفرنسي قرر تحول من الحمامة إلى الصقر. وتضيف أن هذه الأحداث تنعكس الخلاف بين فرنسا وألمانيا اللتين تحاولان أن تتخذا الموقف الأهم على الصعيد السياسي الأوروبي. ويعلن محللون أن برلين لم تلتزم بالاتفاق غير المكتوب الذي تبقى ألمانيا أهم دولة صناعية في أوروبا وفقا له وفرنسا تصبح أهم دولة في المجال الاستراتيجي للمنطقة. وتشدد المصادر على أن سعي ماكرون إلى إثبات موقفه يدفع أوروبا إلى أزمة سياسية.
كما تشير وسائل الإعلام إلى أن الرئيس الفرنسي يعد نفسه لحملة الانتخابات الرئاسية لان منافسته الرئيسية مارين لو بين اخذت تحصل على الشعبية الكبيرة في الوقت الاخير. وتفترض أن ماكرون حاول رد فعل على الإدانة التي يواجهها داخل فرنسا بسبب ازدواجية موقفه في العلاقات مع روسيا.
إلى جانب ذلك اقترح ايمانوئل ماكرون وقف إطلاق النار في اوكرانيا خلال فترة اجراء الألعاب الأولمبية التي من المقرر أن تجري في باريس في الصيف المقبل. وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن بلاده ستقوم بتنفيذ قرارات اللجنة الأولمبية الدولية التي سامحت الرياضيين من روسيا بالمشاركة في المنافسات لكن دون استخدام العلم الوطني.
واعلن ماكرون أن بلاده يجب أن تصبح “عصب الحرب” اي تدعم اوكرانيا بكل وسائل ممكنة وتدفع الطرفين إلى وقف القتال. وأضاف أنه يعتبر الاتصال المباشر بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الاوكراني فلاديمير زيلينسكي وسيلة وحيدة لوقف الصراع. وشدد ماكرون على أنه مستعد لمناقشة مع بوتين خفض التوتر في المنطقة. وأشار إلى أن روسيا لا يمكن أن تنتصر على اوكرانيا في هذه المواجهة. وأضاف أن أوروبا تعمل على الوصول إلى الاستقرار الثابت.
وردا على هذه التصريحات للرئيس الفرنسي أشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إلى أن لتنفيذ تلك الاقتراحات يجب ماكرون أن يقف تقديم الاسلحة لاوكرانيا وتمويل الارهاب الاوكراني ودعوة أطراف النزاع في الشرق الأوسط إلى الهدنة أيضا.
ومن جانبه اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه لم يحصل على معلومات دقيقة عن اقتراح ماكرون. وشدد على أنه سيقوم بتنفيذ مجرد الإجراءات التي لن تضر مصالح شعبه. وأضاف بوتين أن روسيا لم ترفض ابدا المفاوضات مع اوكرانيا. في نفس الوقت شدد على أن هذه العملية يجب أن تعتمد على سعي كييف إلى وقف القتال ولا على الحصول على الاسلحة الجديدة.
