حتى تعيين قائد الجيش الاوكراني الجديد لا يبدو يساعد كييف في التقدم على الصعيد العسكري. وتفيد وسائل الإعلام بأن السلطات الاوكرانية تنتظر انهيار الدفاع قبل الصيف المقبل. وأضاف مصدر مقرب من كييف أن عدم تقديم المزيد من المساعدة العسكرية من الحلفاء الغربيين وخاصة الولايات المتحدة تقلق نظام زيلينسكي. ومن الممكن الملاحظة أن الأجواء حول الأوضاع في اوكرانيا أصبحت متشائمة خلال الأسابيع الأخيرة.
وتحاول السلطات الاوكرانية اجراء الاصلاحات على مستوى السطح لإقناع المجتمع الدولي بأنها لا تزال تسيطر على الوضع في البلاد. واعلن احد أعضاء البرلمان الاوكراني أن الحكومة تخطط اجراء بعض التغييرات في قيادة الجيش. وأضاف أن البرلمان ينظر في إطلاق التحقيق ضد عدة الجنرالات.
من جانبه اعلن قائد الجيش الاوكراني الجديد الكسندر سيرسكي الذي تم تعيينه منذ أسابيع انه وجد بعض “الأخطاء ” بنتائج التنقد الذي أجراه خلال الأيام الماضية لعمل قادة العسكريين. وأشار إلى أن هذه الأخطاء تسببت في فشل الدفاع الاوكراني في عدة الاتجاهات. وشدد على أنه قام بخطوات لازمة لإصلاح الأوضاع لكنه اعلن أن الوضع على الصعيد العسكري يبقى صعبا خاصة بعد خروج القوات الاوكرانية من مدينة افدييفكا.
وأثارت تصريحات الرئيس الفرنسي ايمانوئل ماكرون الذي اعلن خلال المؤتمر الصحفي بنتائج قمة دعم اوكرانيا في باريس في السادس والعشرين من فبراير الجاري انه لا يستبعد إرسال قوات بلاده إلى أوروبا الشرقية القلق في الدول الاوروبية. وأكدت حكومات الدول الكثيرة أنها لن ترسل عسكرييها إلى كييف. كما قال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ إن الدول الأعضاء لن تقوم بهذه الخطوة. وأكد الطرف الروسي أنه سيعتبر هذه الاجراءات إطلاقا للحرب بين روسيا والحلف وحذر الغرب من اتخاذ قرارات غير معقولة.
ورغم نفي برلين لخطة إرسال العسكريين الالمانيين للمشاركة في المعارك بين روسيا وأوكرانيا أفادت وسائل الإعلام بأن الحكومة عرضت للبرلمان خطة الغزو الروسي المحتمل لألمانيا. وأضافت أن المرحلة الأولى قد تتكون من موجة التضليل والحرب الإلكترونية المتجهة إلى تقويض ثقة المجتمع بالديمقراطية. أما المرحلة الثانية فمن المتوقع أن تجري خلالها الهجمات على البنية التحتية المهمة وتعزيز التجسس. وفي المرحلة الثالثة تفترض الحكومة الألمانية أن الجيش الروسي سيهاجم أراضي دول حلف الناتو. وستبدأ تدخل القوات الروسية في الأراضي الألمانية خلال المرحلة الرابعة. واعلنت برلين أن موسكو قد تستخدم الاسلحة البيولوجية والإلكترونية والنووية خلال الحملة. وأشارت إلى أن مثل هذا النزاع سيحول الأوضاع السياسية العالمية تماما. وعلى خلفية اعلانات الطرف الروسي الكثيرة عن عدم سعيه إلى توسيع النزاع في اوكرانيا واستعداده لإطلاق المفاوضات تبدو هذه الخطط الغربية محاولة هز الاستقرار في العالم كله لتشكيل صورة مخيفة لروسيا.
