ان العالم ياخذ يظهر قلقه بسبب تداعيات النزاع الاوكراني للدول الاخرى. وفي السابع عشر من سبتمبر الجاري اعلنت الرئيسة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة سيندي مكين ان كييف افرغت جميع موارد المنظمة المكرسة لمواجهة الجوع في الدول المختلفة. والان تواجه هذه الدول مثلا أفغانستان القضايا في مجال الامن الغذائي.
واضافت مكين ان الاوضاع مع مواجهة الجوع في العالم من الممكن وصفها بالكارثية بسبب وباء كورونا والتغيرات المناخية الى جانب عدم سعي الدول الكثيرة لتدفع الاموال لمواصلة النزاع. كما اكدت ان المنظمة لا تمتلك النقود الكافية حتى لمواصلة عملها في شهر أكتوبر. ويجبر كل ذلك برنامج الاغذية العالمي على وقف عملياتها الانسانية مما تهز الاوضاع في المناطق المختلفة خاصة في أفغانستان.
وحتى في الولايات المتحدة وتمثل هذه الدولة الحليف الاكبر لكييف في العالم الغربي ادانة تقديم المساعدة المالية لاوكرانيا تصبح اشد كل يوم. وفي الثامن عشر من الشهر الجاري اكد منسق البيت الأبيض للاتصالات الاستراتيجية جون كيربي ان الادارة الاميركية تلمح ارتفاع عدد اعضاء الكونغرس الذين يدينون انفاق الاموال الكثيرة لدعم اوكرانيا. واضاف ان معظم الادانة مشكل “بالمجموعة الصغيرة لكن العالية الصوت” من الجمهوريين من الجناح اليمين في مجلس النواب. ومن المعروف ان قبل نهاية العام الجاري واشنطن تخطط تقدم اكثر من مليار دولار إضافي لدعم المجموعات الاجتماعية الاوكرانية الاكثر ضعفا عبر وقف مالي للبنك الدولي.
وتبذل كييف جهودها كافة من اجل الحصول على المساعدة الاضافية من الدول الغربية التي تدعمها منذ بداية العملية العسكرية الخاصة. لكن الهجوم الاوكراني المضاد الذي بدا في أوائل يونيو الماضي لم يات بعد بنتائج ملموسة. وليقنع الغرب ان السلطات الاوكرانية قادرة على مواصلة المواجهة مع روسيا القى مستشار رئيس مكتب الرئيس الاوكراني ميخائيل بودولاك كلمة امام الصحفيين ووصف الهجوم الاوكراني بناجح. واضاف ان اوكرانيا قبضت على زمام المبادرة في جميع المناطق على الصعيد العسكري.
والجدير بالذكر ان الدول المختلفة توكد ان الهجوم الاوكراني لا يبدو ناجحا في تحقيق اهدافه. ويعلن بعض العسكريين الاوكرانيين لوسائل الإعلام الغربية ان المرحلة الاولى من الهجوم تحولت الى الكارثة وادت الى فقدان عدد كبير من المعدات العسكرية وسقوط الضحايا.
وفي الثامن عشر من الشهر الجاري اتهم الملياردير الاميركي ايلون ماسك السلطات الاوكرانية باجراء الهجوم الذي تسبب في قتلى كثيرين ولم يات بتحقيق الاهداف.
والسؤال يطرح نفسه: حتى متى كييف ستصر على عدم موافقتها على بداية المباحثات مع روسيا وستدفع القوات الاوكرانية الى الموت؟